تهذيب اللغة
محقق
محمد عوض مرعب
الناشر
دار إحياء التراث العربي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
٢٠٠١م
مكان النشر
بيروت
أعدّ الله للشعراء منّي
صواعقَ يَخضَعون لَهَا الرقابا
فَجعله وَاقعا مُتَعَدِّيا. وَيُقَال خضع الرجلُ رقبتَه فاختضعَتْ وخضَعت.
وَقَالَ ذُو الرمّة:
يظلُّ مختضِعًا يَبْدُو فتنكرهُ
حَالا ويسطع أَحْيَانًا فينتسبُ
مختضعًا: مطأطىء الرَّأْس. والسُّطوع: الانتصاب، وَمِنْه قيل للرجلِ الأَعنَق: أسطع. وَفِي حَدِيث عمر أَن رجلا فِي زَمَانه مرّ برجلٍ وَامْرَأَة قد خَضَعا بَينهمَا حَدِيثا، فضربَ الرجلَ حتّى شجَّه، فرُفِع إِلَى عُمرَ فأهدرَه.
شِمر عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الْعَرَب تَقول: اللَّهم إِنِّي أعوذ بك من الخُنوع والخضوع. فالخانع: الَّذِي يَدْعُو إِلَى السَّوءة، والخاضع نَحوه. وَقَالَ رؤبة:
مِن خالباتٍ يختلبن الخُضعا
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الخُضَّع: اللواتي قد خضَعن بالْقَوْل ومِلْن. قَالَ: وَالرجل يخاضع الْمَرْأَة وَهِي تخاضعه، إِذا خضَع لَهَا بِكَلَام وخضعتْ لَهُ فيطمع فِيهَا. وَمن هَذَا قَول الله ﷿: ﴿إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِى فِى﴾ (الأحزَاب: ٣٢) . وَقَالَ الْكُمَيْت يصف نسَاء ذواتِ عفاف:
إذْ هُنّ لَا خُضُع الحدي
ث وَلَا تكشَّفت المَفاضِل
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الاختضاع: المرّ السَّرِيع. وَأنْشد فِي صفة فرسٍ جواد:
إِذا اخْتَلَط المسيحُ بهَا تولّت
بسَومٍ بَين جَرْيٍ واختضاعِ
الْمَسِيح: العَرق يَقُول: إِذا عرقت أخرجت أفانينَ جَريها.
أَبُو عبيد: الخَيضَعة: الْبَيْضَة.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن الْأَثْرَم عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: يُقَال لبيضة الْحَدِيد الخَيضَعَة، والرّبيعة. وَأنْشد:
والضاربون الهامَ فَوق الخيضَعَهْ
وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الأعرابيّ: الخيضعة: الغُبار. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ صَوت الْقِتَال. قَالَ: وَقَالَ اللَّيْث: الخيضعة حَيْثُ يخضع الأقرانُ بعضُهم لبَعض. قَالَ: وَيُقَال (للسّيوف خَضَعة)، وَهُوَ صَوت وقعها.
أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: الخَضِيعة: صَوتٌ يخرج من قنْب الْفرس الحِصانِ، وَهُوَ الوقيب. وَأنْشد:
كَأَن خَضِيعةَ بطن الجوا
دِ وعوعةُ الذِّئْب فِي الفدفدِ
والأخضع من الرِّجَال: الَّذِي فِيهِ جَنَأٌ، وَقد خَضِع يخضَع خَضَعًا، فَهُوَ أخضَع.
وخضَعت أَيدي الْكَوَاكِب، إِذا مَالَتْ لِتَغَيُّبٍ. وَقَالَ ابْن أَحْمَر:
تكَاد الشَّمْس تخضع حِين تبدو
لهنَّ وَمَا وَبِدنَ وَمَا لُحِينا
وَقَالَ ذُو الرمة:
إِذا جعلت أَيدي الْكَوَاكِب تخضعُ
وخضعت الْإِبِل، إِذا جَدَّت فِي سَيرهَا. وَقَالَ الكُميت:
1 / 109