وتدل على أن كل لفظة فيها إيهام لا يجوز إطلاقه على الله ورسوله على ما
يدهب إليه في أسماء الله وصفاته قوله تعالى: (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم (105)
* * *
(اللغة)
يود: يحب، وهو من الود، وهو المحبة، وهو يرجع إلى الإرادة التي هي فعل العباد، وقد يستعمل بمعنى الشهوة التي لا يقدر عليها إلا الله تعالى، يقال: يود.
جاريته ويحبها.
والخير: نقيض الشر.
والاختصاص بالشيء: هو الانفراد به، يقال: خصه بالشيء إذا فضله به.
والرحمة: النعمة على المحتاج.
* * *
(الإعراب)
يقال: في قوله: ولا المشركين لم خفض، وهل يجوز فيه الرفع؟ وما محله من الإعراب؟
قلنا: هو عطف على (أهل الكتاب)، فيكون مجرورا، ويجوز فيه الرفع على (الذين كفروا)، وموضعه رفع؛ لأنه كالفاعل، ومثله مما يجوز فيه الوجهان، قوله تعالى: (والكفار أولياء) فروي بهما جميعا.
ويقال: ما معنى (من) الأولى والثانية؟
صفحة ٥٣٤