ويدل قوله: بكفرهم على أن العقاب يستحق بالعمل، وفي الآية زجر عن
سلوك طريقتهم في القول في الجبر.
قوله تعالى: (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين (89)
* * *
(القراءة)
قراءة العامة مصدق بالرفع على أنه نعت للكتاب، وعن إبراهيم عن أبي العالية مصدقا بالنصب على الحال.
* * *
(اللغة)
الكتاب: الذي يكتب، وهو بمعنى المكتوب.
والاستفتاح: طلب الفتح، وهو طلب النصر (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح)
والفتح: النصر، والفتح فتح الشيء، وفتحت عليه بينته له، وأصل الفتح ضد الإغلاق.
* * *
(الإعراب)
كان فعل يرفع الاسم وينصب الخبر.
ويقال: ما الفرق بين كان وبين الفعل الحقيقي؟
قلنا: الفعل الحقيقي يدل على وجود معنى مصدره في الزمان بعد أن لم يكن في ماض أو حاضر، أو مستقبل، و(كان) يدل على الزمان الماضي والحاضر والمستقبل في تصريفه فقط، من غير دلالة على وجود معنى مصدره في الزمان بعد أن لم يكن.
صفحة ٤٨٣