201

الثاني: العذاب، كقوله: (أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) والثالث: نار تسقط من السماء، كقوله: (ويرسل الصواعق).

وأنتم تنظرون يعني تعاينونه وترونه.

ويقال: لم قرعوا بسؤال أسلافهم الرؤية؟

قلنا: لأنهم رضوا بفعلهم وسلكوا طريقتهم في مخالفة من لزمهم اتباعه، وقيل: فيه ذم لهم وتسلية للنبي - صلى الله عليه وسلم - في أنهم بمخالفتهم إياه كأسلافهم بمخالفتهم موسى (عليه السلام)، وسؤالهم هذه المحالات.

ويقال: هذا سؤال السفهاء، والذين حضروا الطور مع موسى عدول بني إسرائيل، فكيف جعل الخطاب خطابا واحدا؟

قلنا: هذا خطاب لليهود الذين كانوا في زمن نبينا - صلى الله عليه وسلم - وكان هذا القول وجد من بعض أسلافهم، ولم يفصل القديم سبحانه، وإنما أجمل ذلك وبين ما وجد في أسلافهم من الجرائم.

ويقال: لم قالوا: جهرة، والرؤية لا تكون إلا جهرة؟

قلنا: قد تكون كرؤية القلب، والرؤية في النوم، وقيل: علانية، عن ابن عباس، وقيل: عيانا، عن قتادة.

ويقال: هل سؤال الرؤية وإجازتها كفر؟

قلنا: هذا السؤال كفر بالإجماع؛ لأنه رد على الرسول، فأما إجازة الرؤية على جهة التشبيه فكفر، وإجازتها من غير تشبيه قيل: ليس بكفر، عن أبي علي وأبي هاشم، وقيل: كفر، عن أبي القاسم.

* * *

(الأحكام)

الآية تدل على أن القوم كانوا شاكين في معرفة الله وصفاته، إذ طلبوا منه مرة أن يجعل لهم إلها، ومرة أن يروه جهرة.

صفحة ٣٩٢