وعلوم القرآن كثيرة، مدارها على ثمانية:
أولها: القراءة ووجوهها وعللها.
إنما تجوز القراءة بالمستفيض المتواتر دون الشاذ والنادر، وكما لا يجوز إثبات القرآن إلا بنقل مستفيض، كذلك القراءات، وما تواتر نقله فلا يجوز رد شيء منها؛ لأنها كلها منزلة ثابتة.
وثانيها: اللغة، والقرآن كله بلغة العرب، هكذا قال الله تعالى: (بلسان عربي مبين)
وما روي عن بعض السلف من قولهم في بعض الألفاظ: إنها رومية، أو فارسية ك (القسطاس)، و(السجل) ونحوهما - فمحمول على موافقة اللغتين، أو على أن العرب أخذته فعربته. وكذا ليس فيه لفظ مستنكر، أو خطأ أو تناقض.
واختص بنوع من اللغة والفصاحة بان بها عن غيره فصار معجزا.
وثالثها: الإعراب، فليس فيه لحن ولا خطأ، خلاف ما يهذي به الملحدة.
ورابعها: النظم، فإن القرآن على ما هو عليه من السور والآيات اتصل بعضها ببعض، كذلك أنزل، وفي كل ذلك غرض وفائدة .
صفحة ١٩٣