152

تحرير علوم الحديث

الناشر

مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

وقال في لفظ: " ما سمعت عن أبي شيئًا، إنما هذه كتب وجدناها عندنا عنه "، وزاد: " ما أدركت أبي إلا وأنا غلام " (١).
لكن هذه الحكاية لا يحتج بمثلها على الانفراد، من أجل أن موسى هذا ليس بالمشهور، وغاية أمره أن يستشهد به عند الموافقة.
ووجدت له موافقًا من طريق صحيح فقد حكى حماد بن خالد الخياط، وكان ثقة، قال: أخرج مخرمة بن بكير كتبًا، فقال: " هذه كتب أبي، لم أسمع منها شيئًا " (٢).
والحكاية الثانية: ما رواه إسماعيل بن أبي أويس قال: قرأت في كتاب مالك بن أنس بخط مالك، قال: وصلت الصفوف حتى قمت إلى جنب مخرمة بن بكير في الروضة، فقلت له: إن الناس يقولون: إنك لم تسمع هذه الأحاديث التي تروي عن أبيك من أبيك، فقال: " ورب هذا المنبر والقبر، لقد سمعتها من أبي، ورب هذا المنبر والقبر، لقد سمعتها من أبي " ثلاثًا (٣).
قلت: وهذه الحكاية ربما طعن عليه لكونها وجادة عن مالك، وليس بطعن على التحقيق، فإنها كانت بخط مالك، وابن أبي أويس من أهل بيته ومن أصحابه، لكن المأخذ عليها إنما هو من جهة أن ابن أبي أويس لم يكن قويًا في الحديث.

(١) أخرجه ابن عدي (٨/ ١٧٧ - ١٧٨) بإسناد صحيح إلى موسى.
(٢) أخرج ذلك عنه مباشرة: أحمد بن حنبل في " العلل " (رقم: ٥٤٥، ١٩٠٧، ٥٥٩٢) وعنه: البُخاري في " التاريخ الكبير " (٤/ ٢ / ١٦) وابن أبي حاتم في " المراسيل " (ص: ٢٢٠) ويعقوب بن سفيان في " المعرفة والتاريخ " (٣/ ١٨٣).
(٣) أخرجه يعقوب بن سُفيان في " المعرفة " (١/ ٦٦٣) عن إبراهيم بن المنذر: حدثني ابن أبي أويس. كما رواهُ بمعناه مُختصرًا عن ابن أبي أويس: أبو حاتم الرازي، كما في " الجرح والتعديل " (٤/ ١ / ٣٦٤)، أحمد بن صالح المصري عندَ أبي زُرعة الدمشقي في " تاريخه " (١/ ٤٤٢) ومن طريقه: ابنُ حبان في " الثقات " (٧/ ٥١٠).

1 / 161