تهذيب الآثار مسند علي
محقق
محمود محمد شاكر
الناشر
مطبعة المدني
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
بِقَوْلِهِمْ: " نَجْتَوِي الْمَدِينَةَ، نَسْتَوْبِئُهَا، وَإِنَّمَا هُوَ نَفْتَعِلُ مِنَ الْجَوَى، وَالْجَوَى: فَسَادُ الْجَوْفِ مِنْ دَاءٍ يَكُونُ بِهِ " يُقَالُ مِنْهُ جَوِيَ فَلَانٌ فَهُوَ يَجْوَى جَوًى، مَقْصُورٌ، وَمِنْهُ قَوْلُ الطِّرِمَّاحِ بْنِ حَكِيمٍ:
[الْبَحْر الطَّوِيل]
أَيَا صَاحِبِي هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلَى هِنْدِ ... وَرِيحِ الْخُزَامَى غَضَّةً بِالثَّرَى الْجَعْدِ
وَهَلْ لِلَيَالِينَا بِذِي الرِّمْثِ رَجْعَةٌ ... فَتَشْفِي جَوَى الْأَحْشَاءِ مَنْ لَاعِجِ الْوَجْدِ
وَأَمَّا قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: فَجَاءَ الصَّرِيخُ يَصْرُخُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِالصَّرِيخِ: الْمُسْتَغِيثَ، يُقَالُ: جَاءَ صَرِيخُ الْقَوْمِ، فَأَصْرَخَهُمْ بَنُو فُلَانٍ، يُرَادُ بِذَلِكَ: جَاءَ مُسْتَغِيثُهُمْ فَأَغَاثَهُمُ الْآخَرُونَ، وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿«مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ، وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ»﴾ [إِبْرَاهِيم: ٢٢] يَعْنِي بِهِ: «مَا أَنَا بِمُغِيثِكُمْ، وَمَا أَنْتُمْ بِمُغِيثِيَّ»
3 / 89