تحبير المختصر وهو الشرح الوسط لبهرام على مختصر خليل

أبو البقاء تاج الدين، بهرام بن عبد الله الدميري الدمياطي ت. 805 هجري
67

تحبير المختصر وهو الشرح الوسط لبهرام على مختصر خليل

محقق

د. أحمد بن عبد الكريم نجيب - د. حافظ بن عبد الرحمن خير

الناشر

مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التراث

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

تصانيف

والإعانة، (فقد سألني) فأتى بكلمة فصل الخطاب التي تفصل ما بعد الكلام عما قبله، داعيًا له وللسائلين بقوله: (أبان الله لي ولهم) أي: أظهر الله تعالى لي ولهم آثار (١) التحقيق، فنتبعه. الجوهري: المعالم جمع معلم، وهو الأثر يستدل به على الطريق (٢). قوله: (وسلك بنا وبهم أنفع طريق). شمل الدعاءُ السائلَ والمسئولَ، بإظهار معالم التحقيق والهداية إلى أنفع طريق لسلوكها والعمل بها، وقد يكون قصد شمول (٣) جميع أمة محمد ﷺ تسليمًا المعاصرين له. قوله: (مختصرًا على مذهب الإمام مالك بن أنس ﵀). أي: أصنف مختصرًا في الفقه ليسهل حفظه على المشتغلين، ويفتح أذهان الطالبين، وكما أنَّ التطويل الذي لا يُمِلُّ (٤) من البلاغة، فالاختصار الذي لا يُخِلُّ من البلاغة أيضًا، وقد أُعطي النبي ﷺ جوامع الكلم (٥)، واختُصر له الأمر اختصارًا، فتارة أطال ﷺ قصدًا للبيان، ومرة اختصر ﷺ قصدًا للتسهيل على الحفظ. قوله: (مبينًا لما به الفتوى). (مبينًا) اسم فاعل حال من الفاعل المعنوي المستتر في (أُصَنِّفُ) المقدر أي: حالة كوني مبينًا، أو من مفعول (سألني)، ويجوز أن يكون اسم مفعول صفة لقوله: (مختصرًا) مبينًا للقول الذي استقرت به الفتوى (٦) ليسهل العمل به (٧)، ويقرب تناوله على طالبه

(١) في (ن): (أثر). (٢) انظر: الصحاح، للجوهري: ٥/ ١٩٩١. (٣) في (ن): (الشمول). (٤) في (ن): (يخلو). (٥) متفق عليه، أخرجه البخاري: ٦/ ٢٦٥٤، في باب قول النبي ﷺ بعثت بجوامع الكلم، من كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، برقم: ٦٨٤٥، ومسلم: ١/ ٣٧١، في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، برقم: ٥٢٣. كلاهما من حديث أبي هريرة ﵁، ولفظه: "أن رسول الله ﷺ، قال: فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون". (٦) قوله: (استقرت به الفتوى) يقابله في (ن): (يستثر به ليسهل الذي يستتر به). (٧) زاد بعده في (ن): (ويسند إليه).

1 / 69