التحبير لإيضاح معاني التيسير
محقق
محَمَّد صُبْحي بن حَسَن حَلّاق أبو مصعب
الناشر
مَكتَبَةُ الرُّشد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
مكان النشر
الرياض - المملكة الْعَرَبيَّة السعودية
تصانيف
٤ - عادات وخرافات لا يدل عليها الشرع، ولا يشهد لها عقل، وإن عمل بها بعض الجهال واتخذوها شرعة لهم، ولم يعدموا من يؤيدهم ولو في بعض ذلك ممن يدعي أنه من أهل العلم، ويتزيا بزيهم (أ). وأختم الفائدة الرابعة بنصيحة أقدمها إلى القراء من إمام كبير من علماء المسلمين الأولين، وهو الشيخ: حسن ابن علي البربهاري من أصحاب الإِمام أحمد رحمه الله تعالى المتوفى سنة (٣٢٩ هـ) قال: واحذر صغار المحدثات من الأمور، فإن صغار البدع تعود حتى تصير كبارًا، وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيرًا يشبه الحق فاغتر بذلك من دخل فيها، لم ثم يستطع المخرج منها، فعظمت، وصارت دينًا يدان به. فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة، فلا تعجلن، ولا تدخلن في شيء منه حتى تسأل وتنظر، هل تكلم فيه أحد من أصحاب النبي ﷺ أو أحدٌ من العلماء؟ فإن أصبت فيه أثرًا عنهم فتمسك به، ولا تجاوزه لشيء ولا تختر عليه شيئًا فتسقط في النار. واعلم رحمك الله أنه لا يتم إسلام عبد حتى يكون متبعًا مصدقًا مسلمًا، فمن زعم أنه قد بقي شيء من أمر الإِسلام لم يكفوناه أصحاب رسول الله ﷺ فقد كذبهم، وكفى بهذا فرية وطعنًا عليهم، فهو مبتدع ضال مضل، محدث في الإِسلام ما ليس فيه (ب). _________ (أ) انظر: "مناسك الحج والعمرة" للمحدث الألباني (ص ٤٥). (ب) المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإِمام أحمد لأبي اليُمْن مجير الدين عبد الرحمن بن محمَّد العليمي، تحقيق محمَّد محيي الدين عبد الحميد (٢/ ٢٧ - ٢٨).
(١) في "سننه" رقم (٤٦٠٧). (٢) في "سننه" رقم (٢٦٧٦) وقال: حديث حسن صحيح. قلت: وأخرجه أحمد (٤/ ١٢٦ - ١٢٧) وابن ماجه رقم (٤٣، ٤٤) والدارمي (١/ ٤٤ - ٤٥) والحاكم (١/ ٩٥ - ٩٧) وقال: هذا حديث صحيح ليس له علة، ووافقه الذهبي. وابن أبي عاصم في "السنة" (١/ ١٧، ٢٩) (١٩، ٣٠) والآجري في "الشريعة" (ص ٤٦ - ٤٧) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (٢/ ١٨١ - ١٨٢) من طرق. =
1 / 259