============================================================
الفصل المثك 114 فى الذكر الحمد لله الذى تفرد فى أزليته بعز كبريائه، وتوحد فى صمديته بدوام بقائه، ونور كمرفته قلوب أوليائه ، وطيب أسرار القاصدين بطيب ثنائه، وسكن خوف الخائفين بحسن رجائه ، ونقآم أرواح المحبين فى رياض معانى أسمائه ، وأسبغ على الكافة جزيل عطائه ، وقسم بين عباده ؛ فالقبول والرد والوصول والصد والخمول والجد بمشيئته وقضائه ، الحى العليم فلا بعزب عن علحه مثقال ذرة فى أرضه وسمائه ، الولى القدير فلا شريك له فى تدبيره وإنشائه ، السميع البصير فلا يخفى عليه حركة ذرة فى لجة البحر عند تلاطم أمواجه وترا كم ظلماته ، التكلم بكلام أزلى قديم لا يشبه كلام خلقه ، والقرآن كلام الله أنزله بنهيه وامره و وعده وإيعاده وأنبائه ، الملك العزيز الذى من التجأ إلى حماه عز بالتجائه ، وا نقطع الفقير الى بابه وشكا مواجيد برحائه واكتفى بتدبيره لأنه مطلع على ما فى سويدائه. قوجد عنده الشفاء ومن أولى منه بشفائه، ظهرت شواعد وجوده فدليل توحيده فى غابة ضيائه، خالعلوى والسنلى والعرش والكرمى والجفى والإنسى فى دائرة الافتقار إلى تدبيره وابقائه، استوى على العرش من غير افترار ولا افققار ولا استقرار ولا كيفية لاستوائه ، به الجلال والجمال والكمال والثناء الذى قصرت الألباب عن إحصائه ؛ فالصامت ناطق من حيث الدلالة والناطق صامت وإن بالغ فى الإقالة ، فإن للمقل حدا يقف عند انتهائه، فرط المعطل فما اهتدى وأفرط المشبه واعتدى فهلكا فى قفار الجهل وبيدائه؛ فالعارف أشرق قلبه بمعرفة الله تعالى وأطرق سره لهيبة الله فتسر بل يجماله فسبحان من تقرب برأفته ورحمته ونور هدايته إلى قلوب أحبابه، وتعرف لعباده بمحاسن صفاته فانبسطوا لذكره ودعائه، ودعانا إليه بقوله سبحانه وتعالى : (ولله الأسماه الخستى ، فاوهوه بها وذروا الذين يلحدون في أنسمائيو) .
صفحة ٢٤