============================================================
1 أمرى الملا بس أن تلقى الخبيب بهر بوم الأيارة فى الثوب الذى خلما قدوس تعالى عن الوصول والاتصال، ليس لمن عرفه إلا التعظيم والاعتراف بالعجز عن إدراك الجلال ، وشهود الحقائق شهود الأفعال . عزيز لم تنفطر القلوب إلا بنسيم اقباله ، ولم تتفطر الدموع إلا من خوف هجره أو طمع فى وصاله ، عزيز دلت أفعاله على جلال شأنه وذلت الرطب عند شهود سلطانه ، كريم أرواح المحبين لذكره ألفت ، وأسرار الموحدين باحات جلاله وقعت، ونفوس العابدين بالعجز عن أداء حقه اتصفت، وعقول العارفين بالعجز عن معرفة كبريائه اعترفت؛ كريم بسط للمؤمنين بساط جوده أنى بالوصل ولاتحو له وأى بمالوجود ولا حد له ؟ من ذا الذى يدركه بالزمان ، والزمان خلقه ؟ من الذى يحيسه فى المكان والمكان فعله ؟ من ذا الذى يعرفه إلا به يعرفه، كريم من طلبه عرفه، فإذا عرفه لاطفه؛ فإذا وجد لطفه ألفه، فإذا ألفه أنف أن يخالفه؛ هدى قلوب الغافلين إلى طلب الدنيا فعمروها، وهدى قلوب العابدين إلى طلب العقى كابدوها، وهدى قلوب الزاعدين إلى فناء الدنيا فرفضوها، وهدى قلوب العلماء الى النظر فى آياته فلا زموها ، وهدى لاريدين الى عز وصفه فآثروه وهدى المارفين الى قدس نعته فراقبوه، وهدى الوحدين إلى علو سلطانه فتركوا ما سواه وهجروه وخرجوا عن كل مألوف ومعهود حين وجدوه، وعلوا أنه وراء كل فصل ووصل، فرجعوا إلى وطن العجز فتوسدوه، كريم إذا ذ كره العاصون نسوا زاتهم فى جنب كرمه ورحمته، عزيز إذا ذكره المطيعون، غابوا عن طاعاتهم فى جنب متته وعزته، هزيز لا غرض له فى أفعاله ، ولا عوض عده فى جلاله وجماله، عز لسآن ذكره، وأعز منه قلب عرفه ، وأعز منه روح أحبه، وأعز منه سر شاهده؛ ليس كل من طلبه وجده، ولا كل من وجده بقى معه ، فسبحانه لا إله إلا الله العزيز الحكيم.
اللهم اجعل فى قلوبنا نورا نهتدى به إليك، وتولنا بحسن رعايتك حتى نتو كل عليك،
صفحة ٢٢