ثم ظهر الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ابن القاسم الرسي بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي في بلاد اليمن، وأظهر مذهب أهل البيت، وطبقه وألف كتاب (الأحكام في الحلال والحرام) وكتاب (المنتخب والفنون) الذي جمعه محمد بن سلمان الكوفي -رضي الله عنه-، وقد احتوى هذين الكتابين على خلاصة مذهب أهل البيت، وتفرد الإمام الهادي ببعض الاجتهادات في الفقه المبنية على الاحتياط والتحري، وكان فقيه يشبه فقهه أمير المؤمنين عليه السلام وقد يشير الإمام الهادي إلى بعض اجتهاداته بأسلوب لطيف وكلام دقيق فيقول : وأرى وأحب إلينا أو إلي، ثم جاء علماء أهل البيت، كالمؤيد بالله، وأبو طالب، وعبد الله بن حمزة وغيرهم فجمعوا كتبا في الفقه على مذهب أهل البيت رجحوا فيها كلام الإمام الهادي وجده القاسم وابنه محمد بن القاسم، ولم يخرجوا عما أجمع عليه أهل البيت، وإنما رجحوا كلام الهادي والقاسم؛ لأنه مبني على الاحتياط والتحري في النقل، والدقة في الاستنباط من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، وعملوا بقول الإمام زيد (عليه السلام ) حين قال: (فاختلافنا يعني - أهل البيت - لكم رحمة، فإذا اجتمعنا نحن على أمر لم يكن للناس أن يعدوه).
صفحة ٦