[161] وأما على رأى من يجوز ذلك المكان ما يلحقه من عجز الخالق فانه يصح له هذا العناد لان الامكان ههنا يكون عقليا كما هو فى قبل العالم عند الفلاسفة ولذلك من يقول بحدوث العالم حدوثا زمانيا ويقول ان كل جسم فى مكان يلزمه ان يكون قبله مكان وذلك اما جسم يكون حدوثه فيه واما خلاء وذلك ان المكان يلزم ان يتقدم المحدث ضرورة فمن يبطل وجود الخلاء ويقول بتناهى الجسم ليس يقدر ان يضع العالم محدثا ولذلك من أنكر من متأخرى الاشعرية وجود الخلاء فقد فارق أصول القوم ولم أر ذلك لهم ولكن حدثنى بذلك بعض من يعتنى بمذاهب هؤلاء القوم .
[162] ولو كان فعل هذا الامتداد المقدر للحركة الذى هو كالكيل للحركة هو من فعل الوهم الكاذب مثل توهم العالم أكبر أو أصغر مما هو عليه لكان الزمان غير موجود لان الزمان ليس هو شيئا غير ما يدركه الذهن من هذا الامتداد المقدر للحركة فان كان من المعروف بنفسه ان الزمان موجود فينبغى ان يكون هذا الفعل للذهن من أفعاله الصادقة المنسوبة الى العقل لا من الافعال المنسوبة الى الخيال
[163] قال ابو حامد
صفحة ٨٩