[109]
رحمه الله تعالى.
وقال الأسدي في سنة اثنتين وثلاثين وثمان مئة في رجب منها: وفي يوم الاثنين ثالث عشره دخل قاضي القضاة شهاب الدين الأموي الشافعي متوليا قضاء الشام من مستهل جمادى الآخرة منها. وفي يوم الاثنين خامس عشر جمادى المذكور جاء مع القاصد كتب إلى نواب القاضي المذكور الشافعي باستمرارهم، وأن يباشروا إلى حين قدومه، وجاء إلى كاتبه بأن أباشر ما يتعلق به من الأيتام والمارستان وغير ذلك، ولاقاه الناس على العادة، وذلك قبيل الظهر ودخل الجامع ومعه الحجاب والقضاة والعلماء والمباشرون، وقرئ تقليده عند محراب الحنفية قرأه تاج الدين ابن الأفتكين، وهو مؤرخ بمستهل جمادى الآخرة، وعند الفراغ من قراءة التوقيع أذن الظهر فقام إلى ببيت الخطابة وصلى بالناس الظهر، ثم ذهب إلى العادلية الصغرى، وكان قد نزل بها، وكان أول شيء ابتدأ به من الخير أنه أبطل ما كان يؤخد من الأوقاف الذي رتب في هذه الأزمان بسبب كلفة الخلعة فلم يأخذ من ذلك شيئا، وأبطل نصف العشر الذي يؤخذ من أموال اليتامى، وكان من أقبح الأشياء. ثم ولي قضاء البر، استمر بغالب من كان ولم يأخذ من أحد شيئا. انتهى.
ترجمة ابن المحمرة
وقاضي القضاة شهاب الدين المشار إليه هو أحمد بن محمد بن الصلاح ابن محمد بن عثمان بن علي السمسار، الإمام العالم العلامة الجامع بين أشتات العلوم، بقية علماء الأعلام قاضي القضاة شهاب الدين أبو العباس الأموي المصري المعروف بابن الحمرة.
صفحة ١٧٥