وكون التكرير له فيما قيل للتنبيه على أن العبادات لا يمكن القيام بها ، والثاني لمريدها . إلا بالمعونة من الله . فهي في الحقيقة منه إليه ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . وقيل في الواو إنها للحال ، أي نعبدك مستعينين بك ، وكأنه يحتمل في الفعلين أن يكون إيرادهما بلفظ الجمع تفخيما لشأن المخلصين ، وسعي العابدين ، ومناجاة المضطرين ، وسؤال المبتلين . أو أنه أراد به نفسه وجماعة المؤمنين ، تبركا بهم ورجاء أن تعم الإجابة بذكرهم والتوسل بهم .
وقراءة النون منها بالكسر على لغة تميم ، والفتح أظهر وبتقديم العبادة على الاستعانة في النص عليها استدل أن طلب الحاجة المرادة مقدمة عن العبادة أدعى إلى الإجابة .
( 12 )
والعبادة أنواع ، وأي شيء أطيع الله به فهو منها ، وكأنها في الجملة تدور على أربعة أركان لقاعدتين ، هما : العلم ، والعمل ، لا يشذ شيء منها عنهما ، لكن العلم على ضربين : بالله وبأمر الله ، العمل على وجهين ، ظاهر وباطن .
وكل واحد منهما على قسمين : فعل وترك .
ثم كل واحد منهما أيضا على حالين : فرص ونفل .
صفحة ١٨