تفسير العز بن عبد السلام
محقق
الدكتور عبد الله بن إبراهيم الوهبي
الناشر
دار ابن حزم
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٦هـ/ ١٩٩٦م
مكان النشر
بيروت
﴿وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا مآ أنزل الله على بشر من شيء قل مَنْ أَنزَلَ الكِتَابَ الَّذِى جَآءَ بِهِ مُوسَى نورًا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرًا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولآ ءابآؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون (٩١) وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون (٩٢)﴾
٩١ - ﴿وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ ما عظموه حقّ عظمته، أو ما عرفوه حقّ معرفته، أو ما آمنوا أنه على كلّ شيء قدير. ﴿إِذْ قَالُواْ﴾ قريش، أو اليهود فردّ عليهم بقول ﴿مَنْ أَنزَلَ الكِتَابَ الَّذِى جَآءَ بِهِ مُوسَى﴾ لاعترافهم به. ﴿وَتُخْفُونَ كَثِيرًا﴾ نبوّة محمد ﷺ.
٩٢ - ﴿مُّصَدِّقُ الَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ من الكتب، أو من البعث. ﴿أُمَّ الْقُرَى﴾ أهل أم القرى - مكة - لاجتماع الناس إليها كاجتماع الأولاد إلى الأم، أو لانها أول بيت وضع فكأن القرى نشأت عنها، أو لأنها معظمة كالأم قاله الزجاج. ﴿وَمَنْ حَوْلَهَا﴾ أهل الأرض كلها قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ﴿يُؤْمِنُونَ به﴾ بالكتاب، أو بمحمد ﷺ، ومن لا يؤمن به من أهل الكتاب فلا يعتد بإيمانه بالآخرة. ﴿ومن أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو قال أوحى إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل مآ أنزل الله ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملآئكة باسطوا أيديهم أخرجوآ أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن ءاياته تستكبرون (٩٣) ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم ورآء ظهوركم وما نرى معكم شفعآءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد
1 / 449