تفسير العز بن عبد السلام
محقق
الدكتور عبد الله بن إبراهيم الوهبي
الناشر
دار ابن حزم
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٦هـ/ ١٩٩٦م
مكان النشر
بيروت
بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين (٢٩) فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين (٣٠) فبعث الله غرابًا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين (٣١)﴾
٢٧ - ﴿ابني آدم﴾ رجلان من بني إسرائيل قاله الحسن، أو قابيل وهابيل ابنا آدم ﵊ لصلبه. ﴿قُرْبَانًا﴾ بِرًا يقصد به التقرب من رحمة الله - تعالى - قرباه لغير سبب، أو لسبب على الأشهر، كانت حواء تضع في كل عام غلامًا وجارية فيتزوج الغلام بالجارية من البطن الآخر، ولم يزل بنو آدم في نكاح الأخوات حتى مضت أربعة آباء فنكح ابنة عمه وذهب نكاح الأخوات، فلما أراد هابيل أن يتزج بتوأمة قابيل منعه لأنه وتوأمته أحسن من هابيل وتوأمته، أو لأنهما من ولادة الجنة وهابيل وتوأمته من ولادة الأرض، فكان هابيل راعيًا فقرب سخلة سمينة من خيار ماله، وكان قابيل حراثًا فقرب جُرْزَة سنبل من شر ماله فنزلت نار بيضاء فرفعت قربان هابيل علامة لقبوله وتركت قربان قابيل ولم يكن
لهم مسكين يتصدّق عليه وتقبل قربان هابيل لتقربه بخيار ماله قاله الأكثرون، أو لأنه أتْقَى من قابيل ولذلك قال ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ والتقوى ها هنا الصلاة وكانت السخلة المذكورة ترعى في الجنة حتى فدي بها إسحق أو إسماعيل، وقربا ذلك بأمر آدم ﵊ لما اختصما إليه، أو من قبل أنفسهما، وكان آدم ﵊ قد توجه إلى مكة - بإذن ربه - زائرًا، فلما رجع وَجَده قد
1 / 380