تفسير العز بن عبد السلام

العز بن عبد السلام ت. 660 هجري
25

تفسير العز بن عبد السلام

محقق

الدكتور عبد الله بن إبراهيم الوهبي

الناشر

دار ابن حزم

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٦هـ/ ١٩٩٦م

مكان النشر

بيروت

أخذوا الكفر وتركوا الإيمان. ﴿فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ﴾ في اشتراء الضلالة، أو ما اهتدوا إلى تجارة المؤمنين، أو نفى عنهم الربح والاهتداء جميعًا، لأن التاجر قد لا يربح مع أنه على هدى في تجارته، فذلك أبلغ في ذمهم.
١٧ - ﴿اسْتَوْقَدَ﴾ أوقد، أو طلب ذلك من غيره للاستضاءة ﴿أَضَآءَتْ﴾ ضاءت النار في نفسها، وأضاءت ما حولها. قال: (أضاءت لهم أحسابُهم ووجوهُهم ... دُجَى الليل حتى نظَّمَ الجَزعَ ثاقبُه) ﴿بِنُورِهِمْ﴾ أي المُستوقد، لأنه في معنى الجمع، أو بنور المنافق عند [٥ / ب] الجمهور، فيذهب في الآخرة فيكون / ذهابه سمة يعرفون بها، أو ذهب ما أظهروه للنبي ﷺ من الإسلام ﴿فِى ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ﴾ لم يأتهم بضياء يبصرون به، أو لم يخرجهم من الظلمات، وحصول الظلمة بعد الضياء أبلغ، لأن من صار في ظلمة بعد ضياء أقل إبصارًا ممن لم يزل فيها، ثم الضياء دخولهم في الإسلام، والظلمة خروجهم منه، أو الضياء تعززهم بأنهم في عداد

1 / 106