تفسير العز بن عبد السلام

العز بن عبد السلام ت. 660 هجري
115

تفسير العز بن عبد السلام

محقق

الدكتور عبد الله بن إبراهيم الوهبي

الناشر

دار ابن حزم

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٦هـ/ ١٩٩٦م

مكان النشر

بيروت

" إني رجل أحمس " فقال رفاعة: " إن تكن رجلًا أحمس فإن ديننا واحد فنزلت ... . "، وقريش يُسمون الحمس لتحمسهم في دينهم، والحماسة: الشدة. ﴿وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم وَلا تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (١٩٠) واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزآء الكافرين (١٩١) فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم (١٩٢) وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلاّ على الظالمين (١٩٣)﴾
١٩٠ - ﴿الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ﴾ هذه أول آية نزلت بالمدينة في قتال من قاتل خاصة ﴿وَلا تَعْتَدُوَاْ﴾ بقتال من لم يقاتل. ثم نسخت ب ﴿بَرَآءَةٌ﴾ أو نزلت في قتال المشركين كافة ﴿وَلا تَعْتَدُواْ﴾ بقتل النساء والصبيان، أو لا تعتدوا بالقتال على غير الدين.
١٩١ - ﴿ثَقِفْتُمُوهُمْ﴾ ظفرتم بهم. ﴿وَالْفِتْنَةُ﴾ الكفر ها هنا اتفاقًا لأنه يؤدي إلى الهلاك كالفتنة. ﴿وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ نهوا عن قتال

1 / 196