تفسير أول المائدة (١ - ٣) - ضمن «آثار المعلمي»
محقق
محمد أجمل الإصلاحي
الناشر
دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٤ هـ
تصانيف
عطف الخاص
على العام دفعًا لما يتوهم من قياس الخنق ونحوه على الذبح.
قال: ﴿وَالدَّمُ﴾ المسفوح ﴿وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ﴾ واللحم يتناول الشحم كما بُيِّن في موضعه ﴿وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ﴾ في "القاموس" (^١): "وأهَلَّ: نظر إلى الهلال. والسيفُ بفلان: قطع منه". وعليه فقوله في الآية: "أُهِلَّ به" معناه: ذُبِحَ أو نُحِرَ، وليس من الإهلال الذي هو رفع الصوت. وهكذا في سائر الآيات التي في هذه الجملة.
وقوله: ﴿لِغَيْرِ اللَّهِ﴾ يتناول كلَّ ما لم يُذبَح له. وقد بيَّن الشرع معنى الذبح لله بأنه ما لم يُذكر عليه اسمُه (^٢). قال تعالى: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا [ص ٢١] لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾ [الأنعام: ١٢١].
﴿وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ﴾ أي صاده. هذه داخلة في الميتة كما تقدَّم، وأعيدت على سبيل عطف الخاص على العام دفعًا لتوهم أنها كالمذكَّاة لأنها لم تمت حتف أنفها.
نعم، قوله: ﴿مَا أَكَلَ السَّبُعُ﴾ يتناول لفظًا ما أدرك حيًّا فذُكِّيَ، وما كان أكل السبعُ منه ذكاةً، وسيأتي تفصيله. وهذان ليسا داخلين في الميتة، فقال: ﴿إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ﴾. وفيه إجمال سيأتي تفصيله.
﴿وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ﴾ وإن ذُكِر اسمُ الله عليه ﴿وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا
_________
(^١) انظر: "تاج العروس" (٣١/ ١٥٠).
(^٢) كذا في الأصل، وهو معنى الذبح لغير الله.
7 / 214