{ وكان أمر الله مفعولا } المعنى الذي أراد إيجاده وتعلق أمره به لا بد من وجوده.
{ إن الله لا يغفر أن يشرك به } الآية، قيل:
" نزلت في وحشي وأصحابه وكان جعل له على قتل حمزة أن يعتق فلم يوف له فقدم مكة وقدم على الذي صنعه هو وأصحابه ثم قدموا مسلمين وقص كيفية قتل حمزة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: غيب وجهك عني فلحق بالشام وبقي بها حتى مات "
وقصته مشهورة في السير ومذاهب الناس. في هذه الآية مختلفة فاجمع المسلمون على تخليد من مات كافرا في النار وعلى تخليد من مات مؤمنا لم يذنب قط في الجنة فأما تائب مات على توبته ففي الجنة. وأما مذنب مات قبل توبته فالخوارج تقول: هذا مخلد في النار سواء كان صاحب كبيرة أم صاحب صغيرة. والمرجئة تقول: هو في الجنة بإيمانه ولا تضره سيئاته.
والمعتزلة تقول: إن كان صاحب كبيرة خلد في النار.
وأهل السنة يقولون: هو في المشيئة فإن شاء الله تعالى غفر له وأدخله الجنة من أول وهلة. وإن شاء عذبه وأخرجه من النار وأدخله الجنة بعد مخلدا فيها. وحجج هذه المذاهب مذكورة في علم أصول الدين.
وقوله: { إن الله لا يغفر أن يشرك به } والمعنى إن من مات مشركا لا يغفر له. وهو أصل مجمع عليه من الطوائف الأربع. وقوله:
{ ويغفر ما دون ذلك } ردا على الخوارج وعلى المعتزلة لأن ما دون ذلك عام يدخل فيه الكبائر والصغائر.
وقوله: { لمن يشآء } راد على المرجئة إذ مدلوله أن غفران ما دون الشرك إنما هو لقوم دون قوم على ما شاء الله تعالى بخلاف ما زعموه بأن كل مؤمن مغفور له.
[4.49-57]
صفحة غير معروفة