ومعنى ما كان لبشر وما أشبه هذا التركيب النفي للكون، والمراد نفي الخبر وذلك على قسمين: أحدهما أن يكون الإنتفاء من حيث العقل ويعبر عنه بالنفي التام كقوله تعالى:
ما كان لكم أن تنبتوا شجرها
[النمل: 60]. والثاني: أن يكون الإنتفاء فيه على سبيل الابتغاء ويعبر عنه بالنفي غير التام كقول أبي بكر الصديق رضي الله عنه: ما كان لابن أبي قحافة أن يتقدم يصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومدرك القسمين إنما يعرف بسياق الكلام الذي النفي فيه . ونفي الكون هنا من القسم الأول. والبشر هنا قال ابن عباس: وهو محمد صلى الله عليه وسلم وهذا الترتيب في غاية الفصاحة ذكر أولا الكتاب وهو جنس وترقي منه الى الحكم وهو الفصل بين الناس بالكتاب ثم إلى النبوة وهي الرتبة العليا.
{ ثم يقول للناس } أتى بثم التي للمهملة تعظيما لهذا القول وإذا انتفى هذا القول بعد المهلة كانت انتفاؤه بدونها أولى وأحرى أي ان هذا الاتياء العظيم لا يجامع هذا القول وإن كان بعد مهلة من هذا الانعام العظيم.
و { عبادا } جمع عبد. وقال ابن عطية: عبدي وعبيد من جموع عبد أما عبدي فهو اسم جمع وألفه للتأنيث، وأما عبيد فقيل: اسم جمع. وقيل: جمع تكسير. قال ابن عطية: والذي استقرأت أن عبادا جمع عبد يجيء في موضع الترفيع كقوله تعالى:
والله رؤوف بالعباد
[البقرة: 207، آل عمران: 30]، و
عباد مكرمون
[الأنبياء: 26]، و
يعبادي الذين أسرفوا
صفحة غير معروفة