تفسير مقاتل بن سليمان
محقق
عبد الله محمود شحاته
الناشر
دار إحياء التراث
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ
مكان النشر
بيروت
حَتَّى كذبتم المقتول. ثُمّ قَالَ: مِنْ بَعْدِ ذلِكَ يعني من بعد حياة المقتول فَهِيَ كَالْحِجارَةِ فشبه قلوبهم حين لَمْ تلن بالحجارة فِي الشدة ثُمّ عذر الحجارة وعاب قلوبهم، فَقَالَ فهي كالحجارة فِي القسوة: أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ثم قال: وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ ما هي ألين من قلوبهم فمنها لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما يعني ما يَشَّقَّقُ يعني يتصدع فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ يَقُولُ من بعض الحجارة الَّذِي يهبط من أعلاه فهؤلاء جميعا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ يفعلون ذلك وبنو إِسْرَائِيل لا يخشون اللَّه وَلا ترق قلوبهم كفعل الحجارة وَلا يقبلون إلى طاعة ربهم ثُمّ وعدهم فَقَالَ- ﷿: وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ- ٧٤- من المعاصي.
أَفَتَطْمَعُونَ أَي النَّبِيّ- ﷺ وحده.
أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ أن يصدقوا قولك يا محمد يعني يهود المدينة وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ على عهد موسى [١٥ ب] «١» ﵇ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ وذلك أن السبعين الَّذِين اختارهم مُوسَى حين قالوا أرنا الله جهرة فعاقبهم الله- ﷿ وأماتهم عقوبة، وبقي «٢» مُوسَى وحده، يبكي فَلَمَّا أحياهم اللَّه- سُبْحَانَهُ- قَالُوا: قَدْ علمنا الآن أنَّكَ لَمْ تر ربك وَلَكِن سَمِعْتَ صوته فأسمعنا صوته.
قَالَ مُوسَى: أما هَذَا فعسى. قَالَ مُوسَى: يا رب إن عبادك هَؤُلاءِ بني إِسْرَائِيل يحبون أن يسمعوا كلامك. فَقَالَ: من أحبّ منهم أن يسمع كلامي فليعتزل النّساء ثلاثة أيام، وليغتسل يوم الثالث وليلبس ثيابا جددا «٣»، ثُمّ ليأتي الجبل فأسمعه كلامي.
ففعلوا ذَلِكَ ثُمّ انطلقوا مَعَ مُوسَى إلى الجبل، فَقَالَ لهم موسى: إذا رأيتم السحابة
_________
(١) ورقة (١٤ ب)، (١٥ أ) ليس فيهما شيء والكلام متصل بين (١٤ أ) و(١٥ أ) . [.....]
(٢) هكذا فى ل، وفى أ: بقي.
(٣) هكذا فى ل، وفى أ: ثياب جدد.
1 / 116