434

تفسير مقاتل بن سليمان

محقق

عبد الله محمود شحاته

الناشر

دار إحياء التراث

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ

مكان النشر

بيروت

من الحرث والأنعام افْتِراءً عَلَى اللَّهِ الكذب حين زعموا أن اللَّه أمرهم بِهَذَا يعني بتحريمه، يَقُولُ اللَّه: قَدْ ضَلُّوا عن الهدى وَما كانُوا مُهْتَدِينَ- ١٤٠- وكانت رَبِيعَة ومضر يدفنون البنات وهن أحياء غَيْر بني كنانة كانوا لا يفعلون ذَلِكَ، قوله [١٢٥ ب]: وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ يعني الكروم وما يعرش وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ يعني قائمة عَلَى أصولها وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ يعني طعمه منه الجيد ومنه الدون، ثُمّ قال: وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشابِهًا ورقها فِي النظير يشبه ورق الزيتون ورق الرمان وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ ثمرها وطعمها وهما متشابهان فِي اللون مختلفان فِي الطعم، يَقُولُ اللَّه: كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ حين يَكُون غضا، ثُمّ قَالَ:
وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ- ١٤١- يَقُولُ وَلا تشركوا الآلهة فِي تحريم الحرث والأنعام وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً يعني الإبل والبقر وَفَرْشًا والفرش الغنم الصغار مما لا يحمل عَلَيْهَا «١» كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ من الأنعام والحرث حلالا طيبا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ يعني تزيين الشَّيْطَان فتحرمونه إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ- ١٤٢- كلم النبي- ﷺ في ذلك عوف بن مالك الجشمي يكن أبا الأحْوَص «٢» . ثُمّ قَالَ أنزل ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ قبل خلق آدم- ﵇ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ يعنى ذكرا وأنثى وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ ذكرا وأنثى.

(١) سميت فرشا لأنها كالفرش للأرض لدنوها منها- الجلالين. وفى حاشية أ: أظنه النعم الصغار، وليس ظنه صوابا.
(٢) فى أ: بالأحوص، ل: أبا الأحوص.
والكنية ما صدرت بأب أو بأم. فلا بد أن الأصل الذي نقلت عنه نسخة أ: أبا الأحوص وجاء التحريف من الناسخ.

1 / 593