376

تفسير مقاتل بن سليمان

محقق

عبد الله محمود شحاته

الناشر

دار إحياء التراث

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ

مكان النشر

بيروت

جميع الناس فيقبلون نحو الصوت فإذا اجتمعوا ببيت المَقْدِس زفرت جَهَنَّم زفرة لا يبقى ملك مقرب وَلا نَبِيّ مرسل إِلَّا ظن أنه لو جاء بعمل سبعين نبيا ما نجا «١» فعند ذَلِكَ تاهت عقولهم فيقول لهم عِنْد ذَلِكَ- يعني المرسلين- «ماذا أُجِبْتُمْ فِي التوحيد قالُوا لا عِلْمَ لَنا» إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ- ١٠٩- ثُمّ رجعت عقولهم بعد ذَلِكَ إليهم فشهدوا عَلَى قومهم أنهم قَدْ بلغوا الرسالة عن ربهم فذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: «وَيَقُولُ الْأَشْهادُ»: يعني الأنبياء هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ «٢» .
قوله- سُبْحَانَهُ-: إِذْ قالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ فِي الآخرة اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى والِدَتِكَ يعني مريم- ﵉ «إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ» «٣»:
فالنعمة عَلَى عِيسَى حين أيده بروح القدس يعني جبريل- ﵇ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ صبيا وَتكلمهم كَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ يعني خط الكتاب بيده وَالْحِكْمَةَ يعني الفهم والعلم وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ يعني علم التوراة والإنجيل وجعله نبيا ورسولا إلى بني إِسْرَائِيل وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ «٤» يعنى الخفاش بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها يعني فِي الهيئة فَتَكُونُ طَيْرًا «٥» بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ «٦» يعني الأعمى الَّذِي يَخْرُج من بطن أمه أعمى وَيبرئ الْأَبْرَصَ يمسحهما بيده فيبرئهما بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي أحياء

(١) فى أ: نجا، وفى حاشية أ: ما نجا ومحمد.
(٢) سورة هود: ١٨.
(٣) ما بين الأقواس «...» . ساقط من أ، ل. [.....]
(٤) فى أ: اضطراب فسر آخر هذه الآية قبل أولها ثم أعاد تفسيرها. وكذلك فى ل: خلط بينها وبين آيات أخرى فى معناها من سور أخرى. وقد حققت الخطأ وأعدت ترتيب الآية حسب وورودها فى المصحف.
(٥) فى أ: طائرا.
(٦) خلط فى الكلام فى أ، ل.

1 / 515