358

تفسير مقاتل بن سليمان

محقق

عبد الله محمود شحاته

الناشر

دار إحياء التراث

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ

مكان النشر

بيروت

والمسيح ومريم «١» يَقُولُ اللَّه- ﷿ تكذيبا لقولهم وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ من الشرك لَيَمَسَّنَّ يعني ليصيبن الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ- ٧٣- يعني وجيع والقتل بالسيف والجزية عَلَى من بقي منهم عقوبة، ثُمّ قَالَ- سُبْحَانَهُ- يعيبهم: أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ يعني أفهلا يتوبون إلى اللَّه وَيَسْتَغْفِرُونَهُ من الشرك فَإِن فعلوا «غفر لهم» «٢» وَاللَّهُ غَفُورٌ لذنوبهم رَحِيمٌ- ٧٤- بهم. ثُمّ أخبر عن عِيسَى- ﷺ فقال- سبحانه-[١٠٥ ب]: مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ يعني مؤمنة كقوله- سُبْحَانَهُ-: إِنَّهُ كانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا «٣» يعني مؤمنا نبيا. وذلك حين قَالَ لها جبريل- ﵇ إِنَّما أَنَا
«٤» سُولُ رَبِّكِ «٥» وَفِي بطنك المسيح فآمنت بجبريل- ﵇ وصدقت بالمسيح ابْن مريم- ﵇ ثُمّ سميت الصديقة وهي يومئذ فِي محراب بيت المقدس كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ فلو كانا إلهين ما أكلا الطعام انْظُرْ يا محمد كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ يعني العلامات فِي أمر عِيسَى ومريم أنهم كانا يأكلان الطعام والآلهة لا تأكل الطعام «٦» ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ- ٧٥- يعني من أَيْنَ يكذبون فأعلمهم أني واحد قُلْ لنصارى نجران أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ يعني عِيسَى مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا فِي الدُّنْيَا وَلا نَفْعًا فِي الآخرة وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ لقولهم إن اللَّه هُوَ المسيح ابن مريم

(١) فى ل: الله المسيح ومريم، أ: الله والمسيح ومريم.
(٢) زيادة اقتضاها السياق. [.....]
(٣) سورة مريم: ٥٦.
(٤) فى أ: إنى أنا.
(٥) سورة مريم: ١٩.
(٦) فى أ: وألا يأكل الطعام. وفى حاشية أ: والإله لا يأكل الطعام.. محمد. وفى ل:
والآلهة لا تأكل الطعام.

1 / 495