تفسير مقاتل بن سليمان
محقق
عبد الله محمود شحاته
الناشر
دار إحياء التراث
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ
مكان النشر
بيروت
ننشدك بِاللَّه أنها نزلت عليك من السماء. فَقَالَ النَّبِيّ- ﷺ:
أشهد بِاللَّه أنها نزلت عليّ من السماء. فذلك قوله- سُبْحَانَهُ- فِي يُونُس وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي «١» يعني «٢» ويستخبرونك أحق هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي ويعني بلى وربي إنَّه لحق.
فَقَالَ جدي: لئن كُنْت صادقا فإنكم تملكون إحدى وسبعين سنة، ولقد بعث اللَّه- ﷿ فِي بني إِسْرَائِيل ألف نَبِيّ كلهم يخبرون عن أمتك وَلَم يخبرونا كم تملكون حَتَّى أخبرتنا أَنْت الآن. ثُمّ قَالَ جدي لليهود: كيف ندخل فِي دين رَجُل منتهى ملك أمته إحدى وسبعون سنة. فَقَالَ عُمَر بن الخَطَّاب- رضوان اللَّه عَلَيْه: وما يدريك أنها إحدى وسبعون سنة؟ فَقَالَ جدي: أما ألف فِي الحساب فواحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون سنة. فضحك رسول اللَّه- ﷺ. فَقَالَ جدي: هَلْ غَيْر هَذَا؟ فَقَالَ النَّبِيّ- ﷺ: نعم المص، كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ «٣» . فَقَالَ جدي: هَذِهِ أكبر من الأولى ولئن كنت صادقا فإنكم تملكون مائتي سنة واثنتين وثلاثين سنة. ثُمّ قَالَ «٤»: هَلْ غَيْر هَذَا؟ فَقَالَ النَّبِيّ- ﷺ: الر، كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ «٥» فَقَالَ جدي: هَذِهِ أكبر من الأولى والثانية وَقَدْ حكم وفصل ولئن كُنْت صادقا فإنكم تملكون [٥ أ] أربعمائة سنة وثلاثا وستين «٦» سنة، فاتق اللَّه وَلا تقولن إِلَّا حقا. فهل غَيْر هَذَا؟ فَقَالَ النَّبِيّ- ﷺ: المر، تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ «٧» . فَقَالَ جدي: لئن كُنْت صادقا فإنكم تملكون سبعمائة سنة وأربعا «٨» وثلاثين سنة.
ثُمّ إن جدي قال: الآن لا نؤمن بما
_________
(١) يونس: ٥٣.
(٢) فى أ، ل زيادة: «بلى وربى إنه لحق» .
(٣) الأعراف: ١، ٢.
(٤) أ: فقال.
(٥) سورة هود: ١.
(٦) أ: وستون.
(٧) الرعد: ١.
(٨) أ: وأربع.
1 / 85