تفسير مقاتل بن سليمان
محقق
عبد الله محمود شحاته
الناشر
دار إحياء التراث
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ
مكان النشر
بيروت
خير ودار بقاء فتعملون لها فِي أيام حياتكم فهذا التفكر فيهما. فشق عَلَى الناس حين أمرهم أن يتصدقوا «١» بالفضل حَتَّى نزلت آية الصدقات «٢» فى براءة [٣٥ أ] فكان لهم الْفَضْل وإن كثر إذا أدوا الزكاة «٣» قوله- سبحانه-: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ يعني فرض عليكم، كقوله: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ يعني فرض وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ يعني مشقة لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ فيجعل اللَّه عاقبته فتحا وغنيمة وشهادة وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا يعني القعود عن الجهاد وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ فيجعل اللَّه عاقبته شر فلا تصيبون ظفرا وَلا غنيمة وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ- ٢١٦- أَي واللَّه يعلم من ذَلِكَ ما لا تعلمون يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ «٤» وذلك أن النبي- ﷺ بعث عُبَيْدة بن الْحَارِث بن عَبْد الْمُطَّلِب عَلَى سرية فِي جمادى الآخرة قبل قتال بدر بشهرين عَلَى رأس ستة عشر شهرا بعد قدوم النَّبِيّ- ﷺ المدينة فَلَمَّا ودع رسول اللَّه- ﷺ فاضت عيناه ووجد من فراق النَّبِيّ- ﷺ بعد أن عقد له اللواء «٥» فَلَمَّا رَأَى النَّبِيّ- ﷺ وجده بعث مكانه عَبْد اللَّه بْن جحش الأَسَديّ من بني غَنْم ابن دودان وأُمّه عمَّة النَّبِيّ- ﷺ: أميمة بِنْت عَبْد الْمُطَّلِب وَهُوَ حليف لبني عبد شمس وكتب لَهُ كتابا وأمره أن يتوجه قبل مكة
(١) فى أ: يصدقوا. (٢) المراد بآية الصدقات قوله- تعالى-: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. سورة التوبة: ٦٠. (٣) فى أسباب النزول للسيوطي. وفى أسباب الواحدي. آثار فى سبب نزول الآية. (٤) أورد الواحدي والسيوطي آثار فى أسباب نزول الآية. (٥) فى أ: لواء.
1 / 184