تفسير مقاتل بن سليمان
محقق
عبد الله محمود شحاته
الناشر
دار إحياء التراث
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ
مكان النشر
بيروت
أهله فِي أرض الحرم فلا متعة عَلَيْه وَلا صوم. ثُمّ قَالَ- ﷿: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ يَقُولُ من أحرم بالحج فليحرم فِي شوال أَوْ فِي ذِي القعدة «١» أَوْ فِي عشر ذِي الحجَّة فَمنْ أحرم فِي سوى هَذِهِ الأشهر فقد أخطأ السنة، وليجعلها عَمْرَة، ثُمّ قَالَ: فَمَنْ فَرَضَ يَقُولُ فَمنْ أحرم فِيهِنَّ الْحَجَّ «٢» أَي الحج فَلا رَفَثَ يعني فلا جماع. كقوله- سُبْحَانَهُ- أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ يعني الجماع إِلى نِسائِكُمْ «٣» وَلا فُسُوقَ يعني ولا سباب وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ «٤» يعني وَلا مراء كقوله- سُبْحَانَهُ-: مَا يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّهِ «٥» يعني ما يماري حَتَّى يغضب وَهُوَ محرم، أَوْ يغضب صاحبه وَهُوَ محرم، فَمنْ فعل ذَلِكَ فليطعم مسكينا، وذلك
أن النَّبِيّ- ﷺ أمر فِي حجة الوداع فَقَالَ: من «٦» لَمْ يَكُنْ معه هدى، فليحل من إحرامه، وليجعلها عَمْرَة،
فقالوا للنبي- ﷺ: إنا أهللنا بالحج فذلك جدالهم للنبي- ﷺ ثُمّ قَالَ- ﷿: وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يعنى مما نهى [٣٢ أ] من ترك «٧» الرفث والفسوق والجدال يَعْلَمْهُ اللَّهُ فيجزيكم به ثُمّ قَالَ- ﷿:
وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى «٨» وذلك أن ناسا من أَهْل اليمن وَغَيْرُهُمْ كانوا يحجون
(١) فى أ: وفى ذى القعدة، فى ل: أو فى ذى القعدة. (٢) فى أ: بالحج. (٣) سورة البقرة: ١٨٧. (٤) فى الحج: ساقطة من أ. (٥) سورة غافر: ٤. [.....] (٦) فى أ، ل: فمن. (٧) فى أ: ذلك. (٨) أخرج الواحدي عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان أهل اليمن يحجون ولا يزودون يقولون نحن المتوكلون فإذا قدموا مكة سألوا الناس. فأنزل الله- ﷿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى وقال عطاء بن أبى رباح: كان الرجل يخرج فيحمل كله على غيره فأنزل الله- تعالى- وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى أسباب النزول للواحدي: ٣٢. وذكر السيوطي فى لباب النقول ص (٣٠) روى البخاري وغيره عن ابن عباس قال: كان أهل
1 / 173