(1) -
المعنى
«يكاد البرق يخطف أبصارهم» المراد يكاد ما في القرآن من الحجج النيرة يخطف قلوبهم من شدة إزعاجها إلى النظر في أمور دينهم كما أن البرق يكاد يخطف أبصار أولئك «كلما أضاء لهم مشوا فيه» لاهتدائهم إلى الطريق بضوء البرق كذلك المنافقون كلما دعوا إلى خير وغنيمة أسرعوا وإذا وردت شدة على المسلمين تحيروا لكفرهم ووقفوا كما وقف أولئك في الظلمات متحيرين وقيل إذا آمنوا صار الإيمان لهم نورا فإذا ماتوا عادوا إلى ظلمة العقاب وقيل هم اليهود لما نصر المسلمون ببدر قالوا هذا الذي بشر به موسى فلما نكبوا بأحد وقفوا وشكوا وقوله «ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم» إنما خص السمع والبصر بالذكر لما جرى من ذكرهما في الآيتين فقال «ولو شاء الله» أذهبهما من المنافقين عقوبة لهم على نفاقهم وكفرهم وهذا وعيد لهم بالعقاب كما قال في الآية الأولى «والله محيط بالكافرين» وقوله «بسمعهم» مصدر يدل على الجمع أو واحد موضوع للجمع كقول الشاعر:
كلوا في بعض بطنكم تعيشوا # فإن زمانكم زمن خمص
أي بطونكم والمعنى ولو شاء الله لأظهر على كفرهم فأهلكهم ودمر عليهم لأنه على كل شيء قدير وهو مبالغة القادر وقيل إن قوله سبحانه «إن الله على كل شيء قدير» عام فهو قادر على الأشياء كلها على ثلاثة أوجه على المعدومات بأن يوجدها وعلى الموجودات بأن يفنيها وعلى مقدور غيره بأن يقدر عليه ويمنع منه وقيل هو خاص في مقدوراته دون مقدور غيره فإن مقدورا واحدا بين قادرين لا يمكن أن يكون لأنه يؤدي إلى أن يكون الشيء الواحد موجودا معدوما ولفظة كل قد يستعمل على غير عموم نحو قوله تعالى «تدمر كل شيء بأمر ربها» .
اللغة
الخلق أعلى تقدير وخلق السموات فعلها على تقدير ما تدعو إليه الحكمة من غير زيادة ونقصان والخلق الطبع والخليقة الطبيعة والخلاق النصيب .
الإعراب
يا حرف النداء وأي اسم مبهم يقع على أجناس كثيرة لأنه إنما يتم بأن
صفحة ١٥٢