(1) - المعنى أغفر عوراءه لادخاره وأعرض عن الشتم للتكرم وموضع أن الثانية نصب على حذف حرف الجر يعني بغيا لأن ينزل الله أي من أجل أن ينزل الله.
المعنى
ثم ذم الله سبحانه اليهود بإيثارهم الدنيا على الدين فقال «بئسما اشتروا به أنفسهم» أي بئس شيئا باعوا به أنفسهم أو بئس الشيء باعوا به أنفسهم «أن يكفروا» أي كفرهم «بما أنزل الله» يعني القرآن ودين الإسلام المنزل على محمد ص فإذا سأل كيف باعت اليهود أنفسها بالكفر فالجواب أن البيع والشراء إزالة ملك المالك إلى غيره بعوض يعتاضه منه ثم يستعمل ذلك في كل معتاض من عمله عوضا خيرا كان أو شرا فاليهود لما أوبقوا أنفسهم بكفرهم بمحمد ص وأهلكوا خاطبهم الله بما كانوا يعرفونه فقال بئس الشيء رضوا به عوضا من ثواب الله وما أعده لهم لو كانوا آمنوا بالله وما أنزل الله على نبيه النار وما أعد لهم بكفرهم ونظير ذلك الآيات في سورة النساء من قوله ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت إلى قوله وآتيناهم ملكا عظيما وقوله «بغيا» أي حسدا لمحمد ص إذا كان من ولد إسماعيل وكانت الرسل قبل من بني إسرائيل وقيل طلبا لشيء ليس لهمثم فسر ذلك بقوله «أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده» وهو الوحي والنبوة وقوله «فباؤ بغضب على غضب» معناه رحبت اليهود من بني إسرائيل بعد ما كانوا عليه من الانتصار بمحمد والاستفتاح به والإخبار بأنه نبي مبعوث مرتدين ناكصين على أعقابهم حين بعثه الله نبيا بغضب من الله استحقوه منه بكفرهم وقال مؤرج معنى «فباؤ بغضب» استوجبوا اللعنة بلغة جرهم ولا يقال باء مفردة حتى يقال إما بخير وإما بشر وقال أبو عبيدة «فباؤ بغضب» احتملوه وأقروا به وأصل البوء التقرير والاستقرار وقوله «على غضب» فيه أقوال (أحدها) أن الغضب الأول حين غيروا التوراة قبل مبعث النبي والغضب الثاني حين كفروا بمحمد ص عن عطاء وغيره (وثانيها) أن الغضب الأول حين عبدوا العجل والثاني حين كفروا بمحمد عن السدي (وثالثها) أن الأول حين كفروا بعيسى (ع ) والثاني حين كفروا بمحمد ص عن الحسن وعكرمة وقتادة و(رابعها) أن ذلك على التوكيد والمبالغة إذ كان الغضب لازما لهم فيتكرر عليهم عن أبي مسلم والأصم «وللكافرين عذاب مهين» معناه للجاحدين بنبوة محمد عذاب مهين من الله إما في الدنيا وإما في الآخرة والمهين هو الذي يذل صاحبه ويخزيه ويلبسه الهوان وقيل المهين الذي لا ينتقل منه إلى إعزاز وإكرام وقد يكون غير مهين إذا
صفحة ٣١٤