(1) - أيضا أنه فصل بين الفعل والفاعل بقوله «منها» والتذكير يحسن مع الفصل كما يقال في التأنيث الحقيقي حضر القاضي اليوم امرأة.
اللغة
الجزاء والمكافاة والمقابلة نظائر يقال جزى يجزي جزاء وجازاه مجازاة وفلان ذو جزاء أي ذو غناء فكان قوله «لا تجزي نفس عن نفس شيئا» أي لا تقابل مكروهها بشيء يدرؤه عنها ومنه الحديث أنه ص قال لأبي بردة في الجذعة التي أمره أن يضحي بها ولا تجزي عن أحد بعدك وقال البقرة تجزي عن سبعة أي تقضي وتكفي قال أبو عبيدة هو مأخوذ من قولك جزا عني هذا الأمر فأما قولهم أجزأني الشيء أي كفاني فمهموز وقبول الشيء هو تلقيه والأخذ به خلاف الإعراض عنه ومن ثم قيل لتجاه الشيء قبالته وقالوا أقبلت المكواة الداء أي جعلتها قبالته قال:
(وأقبلت أفواه العروق المكاويا)
والقبول والانقياد والطاعة والإجابة نظائر ونقيضه الامتناع والشفاعة مأخوذة من الشفع فكأنه سؤال من الشفيع يشفع سؤال المشفوع له والشفاعة والوسيلة والقربة والوصلة نظائر والشفعة في الدار وغيرها معروفة وإنما سميت شفعة لأن صاحبها يشفع ماله بها ويضمها إلى ملكه والعدل والحق والإنصاف نظائر ونقيض العدل الجور والعدل المرضي من الناس الذكر والأنثى والجمع والواحد فيه سواء والعدل الفدية في الآية والفرق بين العدل والعدل إن العدل هو مثل الشيء من جنسه والعدل هو بدل الشيء وقد يكون من غير جنسه قال سبحانه «أو عدل ذلك صياما» والنصرة والمعونة والتقوية نظائر و في الحديث انصر أخاك ظالما أو مظلوما أي امنعه من الظلم إن كان ظالما وامنع عنه الظلم إن كان مظلوما وأنصار الرجل أعوانه ونصرت السماء إذا أمطرت .
الإعراب
يوما انتصابه انتصاب المفعول لا انتصاب الظروف لأن معناه اتقوا هذا اليوم واحذروه وليس معناه اتقوا في هذا اليوم لأن ذلك اليوم لا يؤمر فيه بالاتقاء وإنما يؤمر في غيره من أجله وموضع لا تجزي نصب لأنه صفة يوم والعائد إلى الموصوف فيه اختلاف ذهب سيبويه إلى أن فيه محذوف من الكلام أي لا يجزي فيه وقال آخرون لا يجوز إضمار فيه لأنك لا تقول هذا رجل قصدت أو رغبت وأنت تريد إليه أو فيه فهو محمول على المفعول على السعة كأنه قيل واتقوا يوما لا تجزيه ثم حذف الهاء كما يقال رأيت رجلا أحب أي أحبه وهو قول السراج قال أبو علي حذف الهاء من الصفة كما يحذف من الصلة لما بينهما من المشابهة فإن الصفة تخصص الموصوف كما أن الصلة
صفحة ٢٢٢