281

تفسير كنز الدقائق

محقق

الحاج آقا مجتبى العراقي

سنة النشر

شوال المكرم 1407

[قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين (94)] العبادة غير موضعها، وأن يكون اعتراضا، بمعنى أنتم قوم عادتكم الظلم.

وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا: أي قلنا لهم: خذوا ما أمرتم به في التوراة بجد، واسمعوا سماع طاعة.

قالوا سمعنا: قولك.

وعصينا: أمرك.

وأشربوا في قلوبهم العجل: تداخلهم حبه، ورسخ في قلوبهم صورته، لفرط شغفهم فيه، كما يتداخل الصبغ الثوب، والشرب أعماق البدن، و (في قلوبهم) بيان لمكان الاشراب.

بكفرهم: بسبب كفرهم، لأنهم كانوا مجسمة أو حلولية ولم يروا جسما أعجب منه، فتمكن في قلوبهم ما سول لهم السامري.

قل بئسما يأمركم به إيمنكم: بالتوراة، لأنه ليس فيها عبادة العجاجيل.

وإضافة الامر إلى إيمانهم تهكم كما قال قوم شعيب: " أصلاتك تأمرك " (1) و كذلك إضافة الايمان إليهم، والمخصوص بالذم محذوف، أي هذا الامر، أو ما يعمه وغيره من قبائحهم المعدودة في الآيات الثلاث، إلزاما عليهم.

إن كنتم مؤمنين: تشكيك في إيمانهم، وقدح في صحة دعواهم له.

وكرر رفع الطور لما نيط به من زيادة ليست مع الأولى، وتلك الزيادة التنبيه

صفحة ٣٠٠