[الأنفال: 44] ثم قذف الله الرعب في قلوب الكفرة حتى انهزموا بكف من تراب أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرماه في وجوههم وقال: [شاهت الوجوه].
ومن قرأ (ترونهم) بالتاء فهو خطاب لليهود، يعني يرون كفار مكة قريشا والمؤمنين رأي العين، فإن قيل لم قال { قد كان لكم آية } ولم يقل قد كانت والآية مؤنثة؟ قيل: لأنه ردها إلى البيان، أي قد كان بيان، فذهب إلى المعنى وترك اللفظ.
قوله تعالى: { يرونهم مثليهم رأي العين } قرأ أبو رجاء والحسن وشيبة ونافع ويعقوب بالتاء، وقرأ الباقون بالياء.
وقوله تعالى: { والله يؤيد بنصره من يشآء }؛ أي يقوي ويشدد بقوته من يشاء. وقوله تعالى: { إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار }؛ أي في غلبة المؤمنين للمشركين مع قلة المؤمنين وشوكة المشركين، { لعبرة } لذوي الأبصار في الدين؛ أي لذوي بصارة القلوب، ويجوز أن يكون معناه: لعبرة لمن أبصر الجيش الجمعين بعينه يومئذ، وفي قوله تعالى: { فئة } قراءتان، من قرأها بالرفع فعلى معنى: إحداهما فئة تقاتل، ومن قرأها بالخفض فعلى البدل من فئتين، كما قال الشاعر:
وكنت كذي رجلين رجل صحيحة
ورجل رماها الدهر بالحدثان
[3.14]
قوله عز وجل: { زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث }؛ بين الله بهذه الآية إن ما بسط للمشركين من زهرة الدنيا وزينتها هو الذي يمنعهم من تصديق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يدعوهم إليه.
والمعنى: حسن للناس حب اللذات والشهوات والمشتهيات من النساء والبنين، بدأ بالنساء لأنهن حبائل الشيطان وأقرب إلى الإفتتان ويحملن الرجال على قطع الأرحام والآباء والأمهات وجمع المال من الحلال والحرام. وقوله تعالى: { والبنين } قال صلى الله عليه وسلم:
" هم ثمرة القلوب وقرة الأعين؛ وإنهم مع ذلك لمجبنة مبخلة "
صفحة غير معروفة