307

التفسير الكبير

تصانيف

" الربا بضع وسبعون بابا؛ أدناها كإتيان الرجل أمه ".

والخبط في اللغة هو الضرب على غير استواء؛ يقال: خبط البعير إذا ضرب بيده. والمس: الجنون، يقال: رجل ممسوس؛ أي مجنون.

[2.276]

قوله عز وجل: { يمحق الله الربوا ويربي الصدقت }؛ معناه: يهلك الله الربا ويذهب ببركته. والمحق: نقصان الشيء حالا بعد حال، ويقال: إن الربا ينقص حالا بعد حال إلى أن يتلف كله. قوله: { ويربي الصدقت } أي يقبلها ويعطي خلفها في الدنيا، ويضاعف ثوابه في الآخرة واحدة إلى عشر إلى سبعين إلى سبعمائة إلى ما شاء الله من الأضعاف. كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

" إن الله يقبل الصدقات ولا يقبل منها إلا الطيبة، ويربيها لصاحبها كما يربي أحدكم مهره وفصيله حتى أن اللقمة تصير مثل أحد ".

قوله تعالى: { والله لا يحب كل كفار أثيم }؛ أي يبغض كل جاحد تحريم الربا؛ فاجر عاص بأكله واستحلاله. وإنما قال: { كفار } ولم يقل: كافر؛ ليبين أن مستحل الربا مع كونه كافرا كفار للنعمة. والأثيم: المادي في الإثم، والآثم: الفاعل للإثم.

[2.277]

قوله عز وجل: { إن الذين آمنوا وعملوا الصلحت وأقاموا الصلوة وآتوا الزكوة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون }؛ معناه: { إن الذين آمنوا } بالله وكتبه ورسله وتحريم الربا { وعملوا الصلحت } فيما بينهم وبين ربهم، وأتموا الصلوات الخمس، وأعطوا الزكاة المفروضة من أموالهم، فلهم جزاؤهم وثوابهم في الآخرة { عند ربهم ولا خوف عليهم } إذا ذبح الموت { ولا هم يحزنون } إذا أطبقت النار على أهلها.

[2.278]

قوله عز وجل: { يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربوا إن كنتم مؤمنين }؛ قال ابن عباس: (نزلت هذه الآية في نفر من ثقيف ابن مسعود وحبيب وربيعة وعبد ياليل بني عمرو بن عمير الثقفي، كانت لهم ديون على بني المغيرة؛ وكان بنو المغيرة يربوهم، فلما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم على أهل مكة وضع الربا كله، وكان أهل الطائف قد صالحوا على أن لهم رباهم من الناس يأخذونه، وما كان عليهم من ربا الناس فهو موضوع عنهم لا يؤخذ منهم، فقال صلى الله عليه وسلم:

صفحة غير معروفة