139

التفسير الكبير

تصانيف

وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون

[يس: 41] وقال في جمعه:

حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم

[يونس: 22]. ويذكر ويؤنث قال الله تعالى في التذكير:

الفلك المشحون

[يس: 41] وقال في التأنيث: { والفلك التي تجري في البحر }. قوله تعالى: { بما ينفع الناس } يعني ركوبها والحمل عليها في التجارات والمكاسب وأنواع المطالب.

قوله تعالى: { ومآ أنزل الله من السمآء من مآء }؛ يعني المطر، { فأحيا به الأرض بعد موتها }؛ أي بعد يبسها وجذوبتها، { وبث فيها من كل دآبة }؛ أي نشر وفرق من كل دابة من أجناس مختلفة، منهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين، ومنهم من يمشي على أربع، { وتصريف الرياح }؛ أي تقليبها دبورا وشمالا وجنوبا وصبا. وقيل: تصريفها مرة بالرحمة ومرة بالعذاب.

وقرأ حمزة والكسائي وخلف: (وتصريف الريح) بغير ألف على الواحد. وقرأ الباقون: (الرياح) على الجمع. قال ابن عباس: (الرياح للرحمة؛ والريح للعذاب)، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا هاجت الريح يقول:

" اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا ".

قوله تعالى: { والسحاب المسخر }؛ أي المذلل، { بين السمآء والأرض }؛ سمي سحابا لأنه ينسحب بالسير في سرعة. قوله تعالى: { لآيات لقوم يعقلون }؛ أي لعلامات دالة على وحدانية الله لقوم يعرفون لو كانت هذه الأمور إلى اثنين لاختلفا. وقيل: لآيات لقوم يعقلون فيعلمون أن لهذه الأشياء خالقا وصانعا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

صفحة غير معروفة