قال جالينوس: (1) إن أبقراط لما اقتص الأمراض الشتوية من بعد الأمراض الخريفية لم يقل فيها كما قال قبل إنه تعرض في الشتاء بعض الأمراض الخريفية ولا إنه يعرض في الشتاء أكثر الأمراض الخريفية على أنه فيما تقدم. (2) أما عند ذكره الأمراض الصيفية فقال وهو يقيسها إلى الربيعية. (3) وأما في الصيف فيعرض بعض هذه الأمراض. (4) وأما عند ذكره الأمراض الخريفية فقال «وأما في الخريف فيعرض أكثر أمراض الصيف». (5) وأما الآن عند ذكره الشتاء فجعل قوله في تعديد الأمراض PageVW0P161A التي تحدث فيه مطلقا، وليس يخلو من أن يكون أراد أن يفهم عنه فيها أيضا مثل ما وصف في تلك أو (689) يكون جعل (690) الحكم مطلقا على أن الخريف لا يشترك (691) الشتاء في شيء، (6) وإن وجب (692) أن يكون أول الشتاء يشرك آخر الخريف في الأمراض التي تحدث فيه وكذلك يوجد الأمر بالتجربة. (7) فأما أمراض الشتاء المخصوصة به (693) فهي في قول أبقراط ذات الجنب وذات الرئة والزكام والبحوحة والسعال (694) وأوجاع الجنبين والقطن والصداع والسدر والسكات. (8) فأما ذات الجنب وذات الرئة فلما ينال آلات التنفس من الضرر لسبب (695) البرد إذ كان قد يمكنا أن نكن سائر الأعضاء ونغطيها ونحوطها حتى لا ينالها من برد الهواء شيء بتة أو يكون ما ينالها منه أقل القليل. (9) فأما النفس (696) فلا يمكن أن يمنع منه ولا يمكن أن يكون النفس من غير هذا الموضع الذي يكون به (697). (10) فلبرد الهواء الذي يستنشق يعرض في الشتاء ما ذكرنا من العلل ويعرض فيه خاصة السعال وأوجاع الجنبين. (11) وبسبب (698) ذلك البرد أيضا تدخل الآفة على الرأس فتحدث من قبل ذلك الزكام والبحوحة. (12) وكما يعرض وجع الجنبين PageVW2P045A بسبب البرد، كذلك تعرض وجع الرأس ووجع القطن وبالجملة وجع (699) كل عضو عصبي. (13) والسدر أيضا إنما يحدث من قبل الآفة الداخلة على الرأس، وكذلك السكات. (14) فإن هذه العلة إنما تحدث إذا امتلئ الدماغ من البلغم حتى يغمره. (686)
24
[aphorism]
صفحة ٦٢٧