133

تفسير ابن كثير

محقق

سامي بن محمد السلامة

الناشر

دار طيبة للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٠ هجري

تصانيف

التفسير
الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ (١) .
وَعَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ: سَمِعْتُ أَبَا قِلابة، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ قَالَ: كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ ثَمَانٍ.
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِ ثَمَانٍ.
وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يَخْتِمُهُ فِي كُلِّ سَبْعٍ، وَحَدَّثَنَا هُشَيْم، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّهُ كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ سَبْعٍ (٢) .
وَحَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ الْأَسْوَدُ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِ سِتٍّ، وَكَانَ عَلْقَمَةُ يَخْتِمُهُ فِي كُلِّ خَمْسٍ (٣) .
فَلَوْ تُرِكْنَا وَمُجَرَّدَ هَذَا لَكَانَ الْأَمْرُ فِي ذَلِكَ جَلِيًّا، وَلَكِنْ دَلَّتْ أَحَادِيثُ أَخْرَجُوهَا (٤) عَلَى جَوَازِ قِرَاءَتِهِ فِيمَا دُونَ ذَلِكَ، كَمَا رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ: حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابن لَهِيعة، حدثنا حبان ابن وَاسِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْأَنْصَارِيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي ثَلَاثٍ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: فَكَانَ يَقْرَؤُهُ حَتَّى تُوُفِّيَ (٥) .
وَهَذَا إِسْنَادٌ جَيِّدٌ قَوِيٌّ حَسَنٌ، فَإِنَّ حَسَنَ بْنَ مُوسَى الْأَشْيَبَ ثِقَةٌ مُتَّفَقٌ عَلَى جَلَالَتِهِ رَوَى لَهُ الْجَمَاعَةُ وَابْنُ لَهِيعة، إِنَّمَا يُخْشَى مِنْ تَدْلِيسِهِ وَسُوءِ حِفْظِهِ، وَقَدْ صَرَّحَ هَاهُنَا بِالسَّمَاعِ، وَهُوَ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْعُلَمَاءِ بِالدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ فِي زَمَانِهِ، وَشَيْخُهُ حَبَّانُ بْنُ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ وَأَبُوهُ، كِلَاهُمَا مِنْ رِجَالِ مُسْلِمٍ، وَالصَّحَابِيُّ لَمْ يُخَرِّجْ لَهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْكُتُبِ السِّتَّةِ، وَهَذَا عَلَى شَرْطِ كَثِيرٍ مِنْهُمْ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ، ﵀، عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ (٦) عَنِ ابْنِ لَهِيعة، عَنْ حَبَّانَ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي ثَلَاثٍ؟ قَالَ: "نَعَمْ، إِنِ اسْتَطَعْتَ" ". قَالَ: فَكَانَ يَقْرَؤُهُ كَذَلِكَ حَتَّى تُوُفِّيَ (٧) .
حَدِيثٌ آخَرُ: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قتادة، عن يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّيرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " لَا يَفْقَهُ مَنْ قَرَأَهُ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ ".
وَهَكَذَا أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ الْأَرْبَعَةِ مِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ بِهِ (٨) . وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ صَحِيحٌ.
حَدِيثٌ آخَرُ: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْغَرَقِ، عَنِ الطِّيِّبِ بْنِ سُلَيْمَانَ، حدثتنا عمرة بنت

(١) فضائل القرآن (ص ٨٧) .
(٢) فضائل القرآن (ص ٨٨) .
(٣) فضائل القرآن (ص ٨٨) .
(٤) في ط: "أخر".
(٥) لم أقع عليه في المطبوع من المسند، وقد ذكره الحافظ ابن حجر في أطراف المسند (٢/ ٤٦٥) .
(٦) في طـ: "بكير".
(٧) فضائل القرآن (ص ٨٨) .
(٨) فضائل القرآن (ص ٨٩) والمسند (٢/ ١٦٥، ١٨٩) وسنن أبي داود برقم (١٣٩٤) وسنن الترمذي برقم (٢٩٤٩) وسنن النسائي الكبرى برقم (٨٠٦٧) وسنن ابن ماجة برقم (١٣٤٧) .

1 / 82