289

تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

محقق

الدكتورة

الناشر

مكتبة السنة-القاهرة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٥ - ١٩٩٥

مكان النشر

مصر

أَمرتك بِهِ وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي مَعْنَاهُ لله دَرك إِذا اسْتعْملت مَا أَمرتك بِهِ وَقد جَاءَ فِي حَدِيث لخزيمة مَا يدل على أَنه لَيْسَ بِدُعَاء عَلَيْهِ فِي قَوْله انْعمْ صباحا تربت يداك وَإِنَّمَا هُوَ دُعَاء لَهُ وترغيب فِي مَا تقدّمت الوصاة بِهِ لِأَنَّهُ عقب قَوْله انْعمْ صباحا بقوله تربت يَمِينك والضدان لَا يجمعهما من تعزى إِلَيْهِ الفصاحة والبلاغة وَالْحكمَة وَالْعرب تَقول لَا أم لَك وَلَا أَب لَك يُرِيدُونَ لله دَرك فَظَاهره الذَّم وباطنه الْمَدْح يُقَال شَيْء سابغ كَامِل وأسبغ الْوضُوء أتمه كَمَا أَمر فِي الْأمة وَلَا يثرب أَي لَا يعيرها وَلَا يوبخها بعد إِقَامَة الْحَد عَلَيْهَا يُقَال ثرب فلَان إِذا عيره بِفِعْلِهِ وَعدد عَلَيْهِ ولامه عَلَيْهَا وَمِنْه قَوْله ﴿لَا تَثْرِيب عَلَيْكُم﴾ أَي لَا لوم عَلَيْكُم وَلَا تعنيف فبيعوها وَلَا بضفير أَي بِحَبل مفتول من شعر والضفر نسجك الشَّيْء من شعر أَو غَيره عريضا وَهُوَ فعيل بِمَعْنى مفعول أَي مضفور دَاخِلَة الْإِزَار طرفه الَّذِي يَلِي الْجَسَد فَإِنَّهُ لَا يدْرِي مَا خلف عَلَيْهِ أَي صَار بعده فِيهِ خلفا وبدلا مِنْهُ إِذا غَابَ عَنهُ من الْهَوَام وَغَيرهَا صبوت أَي خرجت من دينك إِلَى غَيره قَالُوهُ لثمامة على جِهَة الذَّم وَالْعَيْب وَلذَلِك قَالَ فِي الْجَواب لَا أَي لم أخرج إِلَى ذمّ وعيب وَلَكِن أسلمت فجَاء بِلَفْظ يُوجب الْمَدْح وَإِلَّا فَالْأَصْل فِي صَبأ خرج من

1 / 321