تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي (المتوفى: 488هـ) ت. 488 هجري
250

تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

محقق

الدكتورة

الناشر

مكتبة السنة-القاهرة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٥ - ١٩٩٥

مكان النشر

مصر

جعل مثلا لكل شَيْء يقل وقته وَقد اخْتَار بَعضهم القَوْل الأول فِي أَنه قسم وَزعم أَن ذَلِك قد جَاءَ مُبينًا فِي حَدِيث اخر قَالَ وَمَوْضِع الْوُرُود إِلَى قَوْله ﴿فوربك لنحشرنهم﴾ وَالْعرب تقسم وتضمر الْمقسم بِهِ وَمِنْه قَوْله ﴿وَإِن مِنْكُم لمن ليبطئن﴾ وَمَعْنَاهُ وَإِن مِنْكُم وَالله لمن ليبطئن وعَلى كل حَال فَهُوَ إِخْبَار من الله ﷿ لَا بُد من كَونه وَقَالَ تَعَالَى ﴿وَلَا مبدل لكلمات الله﴾ وَقَالَ تَعَالَى ﴿مَا يُبدل القَوْل لدي﴾ فقد حل مَحل الْمقسم بِهِ اللَّازِم على اتساع الْعَرَب الَّذِي بِهِ خوطبنا والاحتساب والحسبة فِي الْأَعْمَال الصَّالِحَات وَعند المكروهات هُوَ البدار إِلَى طلب الْأجر وتحصيله بِالصبرِ وَالتَّسْلِيم أَو بِاسْتِعْمَال أَنْوَاع الْبر ومراعاتها وَالْقِيَام بهَا على الْوَجْه المرسوم فِيهَا طَالبا الثَّوَاب المرجو فِيهَا وَأَن يكون ذَلِك فِي حسابه وَمِنْه قَوْلهم فلَان يحْتَسب الْأَخْبَار ويتحسبها أَي يطْلبهَا ويتوقعها والمحتسب المتتبع للمنكرات طَالبا لانكارها وَالْأَجْر فِي الْمَنْع مِنْهَا وَيُقَال احتسب فلَان ابْنا لَهُ إِذا مَاتَ كَبِيرا أَي احتسب أجره عِنْد الله وَجعله ذخيرة لَهُ عِنْده فَإِن مَاتَ صَغِيرا قيل افترطه أَي صيره فرطا ومتقدما بَين يَدَيْهِ ذخيرة لَهُ عِنْد الله ﷿ فِي تَقْدِيم ثَوَاب صبره عَلَيْهِ وَفِي الْأَثر احتسب عِنْد الله أَن يكون كَذَا أَي اطلبه وارجه

1 / 282