260

تفسير آيات من القرآن الكريم (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الخامس)

محقق

الدكتور محمد بلتاجي

الناشر

جمعة الإمام محمد بن سعود،الرياض

رقم الإصدار

بدون

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

عمى القلب، وعمى البصر. ١ فهذا المعرِض عن القرآن لما عميت بصيرته في الدنيا عن القرآن جازاه الله بأن حشره يوم القيامة أعمى. قال بعض السلف: أعمى عن الحجة، لا يقدر على المجادلة بالباطل، كما كان يصنع في الدنيا. ﴿قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا﴾ ٢ فذكر الله أنه يقال له: هذا ٣ بسبب إعراضك عن القرآن في الدنيا، وطلبك العلم من غيره. قال ابن كثير في الآية ٤ ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي﴾ ٥ أي: خالف أمري وما أنزلته على رسولي، أعرض عنه وتناساه، وأخذ من غيره هداه ﴿فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ ٦ أي في الدنيا، فلا طمأنينة له ولا انشراح ولا تنعّم. ظاهره أن قوما أعرضوا عن الحق وكانوا في سعة من الدنيا فكانت معيشتهم ضنكا وذلك أنهم كانوا يرون أن الله ليس مخلفا ٧ لهم معاشهم مع سوء ظنهم بالله. ثم ذكر كلاما طويلا وذكر ما ذكرته من أنواع الضنك، والله أعلم.

١ في س "وعمى البصيرة". والظاهر أن عمى القلب هو عمى البصيرة. ٢ سورة طه آية: ١٢٥. ٣ في س "إن هذا". ٤ راجع: تفسير ابن كثير جـ ٣ ص ١٦٨ (طبعة المكتبة التجارية) . ٥ سورة طه آية: ١٢٤. ٦ سورة طه آية: ١٢٤. ٧ في ٥١٦-٨٦ "مخالفا".

1 / 268