تفسير آيات خلق الأرض والسماوات - ضمن «آثار المعلمي»

عبد الرحمن المعلمي اليماني ت. 1386 هجري
2

تفسير آيات خلق الأرض والسماوات - ضمن «آثار المعلمي»

محقق

محمد أجمل الإصلاحي

الناشر

دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٤ هـ

تصانيف

[١/ب] الحمد لله. * [البقرة: ٢٨]: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا﴾ بأن خلقها، وجعل فيها رواسي، وبارك فيها، وقدَّر فيها أقواتها؛ كما تبيِّنه آية حم السجدة (^١)، وسيأتي تفسيرها إن شاء الله. ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ﴾ أي وهي دخان، فقال لها وللأرض: ائتيا طائعين؛ كما في آية حم السجدة. ﴿فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ﴾ هو كقوله في آية [حم] السجدة: ﴿فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ﴾ [١٢]، وكقوله في آية النازعات: ﴿بَنَاهَا (٢٧) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا﴾ [٢٧ - ٢٨]. * [فصلت: ٩ - ١٢]: ﴿أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٩)﴾ ظاهره أنَّه سبحانه خلقها قطعة واحدة في هذين اليومين، وأنَّ خلق الجبال هو فيما بعد ذلك لقوله: ﴿وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا﴾ أي أوجد فيها الجبال بأن أمر بعضها أن يرتفع ويصلب إلى غير ذلك. وهذا وما بعده يستلزم دحوَ الأرض بمعنى بسطها. ﴿وَبَارَكَ فِيهَا﴾ بأن جعلها صالحة لعيش الحيوانات، وتوليد المعادن، وإنبات النباتات، وغير ذلك. ﴿وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا﴾ بأن خصَّ كلَّ قطعة بالصلاحية لتوليد معدن

(^١) يعني سورة فصلت، وكذا تسمى في المصاحف الهندية.

7 / 283