تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي
محقق
عبيد بن علي العبيد
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العدد ١١٢-السنة ٣٣
سنة النشر
١٤٢١هـ
تصانيف
الله رب العالمين١.
ومن لطف الله بعبده أن يقدر خيرًا وإحسانا من عبده ويجريه على يد عبده الآخر ويجعله طريقًا إلى وصوله إلى المستحق فيثيب الله الأول والآخر. ومن لطف الله بعبده أن يجري بشيء من ماله شيئًا من النفع وخيرًا لغيره فيثيبه من حيث لا يحتسب فمن غرس غرسًا أو زرع زرعًا فاصابت منه روح من الأرواح المحترمة شيئًا آجر الله صاحبه وهو لا يدري خصوصًا إذا كانت عنده نية حسنة وعقد مع ربه عقدًا في أنه مهما ترتب على ماله شيء من النفع فاسألك يارب أن تأجرني وتجعله قربة لي عندك، وكذلك لو كان له بهائم انتفع بدرها وركوبها والحمل عليها، أو مساكن انتفع بسكناها ولو شيئًا قليلًا، أو ماعون ونحوه انتفع به، أو عين شرب منها، وغير ذلك ككتاب انتفع به في تعلم شيء منه، أو مصحف قرئ فيه، والله ذو الفضل العظيم.
ومن لطف الله بعبده أن يفتح له بابًا من أبواب الخير لم يكن له على بال، وليس ذلك لقلة رغبته فيه وإنما هو غفلة منه وذهول عن ذلك الطريق فلم يشعر إلا وقد وجد في قلبه الداعي إليه والملفت إليه ففرح بذلك وعرف أنها من ألطاف سيده وطرقه التي قيض وصولها إليه فصرف لها ضميره ووجه إليها فكره وأدرك منها ماشاء الله"٢.
_________
١ هذا بمعنى حديث أبي هريرة ﵁ أخرجه البخاري (٨/ ٢٠) كتاب الحدود باب فضل من ترك الفواحش، ومسلم (٢/ ٧١٥) كتاب الدعاء باب فضل اخفاء الصدقة.
٢ المواهب الربانية من الآيات القرآن (ص٧١ - ٧٦).
٣ قال الله تعالى ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ (الفاتحة: ٤).
٤ قال الله تعالى ﴿فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ﴾ (المؤمنون: ١١٦).
المالك، المانع، المبديء، المتكبر، المتين، المجيب ٧٦ - المالك٣: (الملك ٤ - المالك) قال المؤلف ﵀: "الملك المالك: الذي له الملك فهو الموصوف بصفة
المالك، المانع، المبديء، المتكبر، المتين، المجيب ٧٦ - المالك٣: (الملك ٤ - المالك) قال المؤلف ﵀: "الملك المالك: الذي له الملك فهو الموصوف بصفة
1 / 233