تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي
محقق
عبيد بن علي العبيد
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العدد ١١٢-السنة ٣٣
سنة النشر
١٤٢١هـ
تصانيف
وضروراتها لما له من الكمال المطلق في ذاته وصفاته، وأسمائه وأفعاله١.
والصمد المغني الجامع الذي يدخل فيه كل مافسر به هذا الاسم الكريم، فهو الصمد الذي تصمد إليه أي: تقصده جميع المخلوقات بالذل والحاجة والافتقار.
ويفزع إليه العالم بأسره، وهو الذي قد كمل بعلمه وحكمته وحلمه، وقدرته، وعظمته ورحمته وسائر أوصافه"٢.
٥٠ - ٥١ - الضار: (النافع الضار)
قال رحمه الله تعالى: "من أسمائه الحسنى ما يؤتي به مفردًا ويؤتى به مقرونًا مع غيره وهو أكثر الأسماء الحسنى، فيدل ذلك على أن لله كمالًا من إفراد كل من الاسمين فأكثر وكمال من اجتماعهما أو اجتماعها.
ومن أسمائه مالا يؤتى به إلا مع مقابلة الاسم الآخر لأن الكمال الحقيقي تمامه وكماله من اجتماعهما، وذلك مثل هذه الأسماء وهي متعلقة بأفعاله الصادرة عن إرادته النافذة وقدرته الكاملة وحكمته الشاملة فهو تعالى النافع لمن شاء من عباده بالمنافع الدينية والدنيوية، الضار لمن فعل الأسباب التي توجب ذلك، وكل هذا تبع لحكمته وسننه الكونية وللأسباب التي جعلها موصلة إلى مسبباتها، فإن الله تعالى جعل مقاصد للخلق وأمورًا محبوبة في الدين، والدنيا، وجعل لها أسبابًا، وطرقًا، وأمر بسلوكها ويسرها لعباده غاية التيسير، فمن سلكها أوصلته إلى المقصود النافع، ومن تركها أو ترك بعضها أو فوت كمالها أو
_________
١ التفسير (٥/ ٦٢١).
٢ الحق الواضح المبين (ص٧٥) والتفسير (٧/ ٦٨٤) وتوضيح الكافية (ص١٢٦).
٣ لم أقف على دليل صحيح يدل على اسمية هذين الاسمين لله تعالى، والله أعلم.
1 / 213