تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي
محقق
عبيد بن علي العبيد
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العدد ١١٢-السنة ٣٣
سنة النشر
١٤٢١هـ
تصانيف
الحسيب، الحفيظ، الحق، الحكم، الحكيم
١٩ - الحسيب١:
قال المؤلف رحمه الله تعالى: "الحسيب: هو العليم بعباده، كافي المتوكلين، المجازي لعباده بالخير والشر بحسب حكمته وعلمه بدقيق اعمالهم وجليلها٢.
والحسيب بمعنى الرقيب المحاسب لعباده المتولي جزاءهم بالعدل، وبالفضل، وبمعنى الكافي عبده همومه، وغمومه، وأخص من ذلك أنه الحسيب للمتوكلين ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ ٣ أي كافيه أمور دينه ودنياه٤.
والحسيب أيضًا هو الذي يحفظ أعمال عباده من خير، وشر، ويحاسبهم إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ٥ أي كافيك وكافي أتباعك، فكفاية الله لعبده بحسب ما قام به في متابعة الرسول ظاهرًا وباطنًا، وقيامه بعبودية الله تعالى"٦.
٢٠ - الحفيظ٧:
قال رحمه الله تعالى: "الحفيظ: الذي حفظ ما خلقه، وأحاط علمه بما أوجده، وحفظ أولياءه من وقوعهم في الذنوب والهلكات.
ولطف بهم في الحركات، والسكنات، وأحصى على العباد أعمالهم وجزاءها٨. والحفيظ يتضمن معنيين:
_________
١ ودليل هذا الاسم قال الله تعالى: ﴿وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾ (النساء: ٦).
٢ التفسير (٥/ ٦٢٥).
٣ الطلاق (٣).
٤ توضيح الكافية الشافية (ص١٢٦و ١٢٧).
٥ الأنفال (٦٤).
٦ الحق الواضح المبين (ص٧٨).
٧ لم أقف على دليل يدل على اسميته لله تعالى وإنما ورد بصيغة الصفة كما قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ﴾ (سبأ: ٢١).
٨ التفسير (٥/ ٦٢٥).
1 / 182