التفسير والتأويل في القرآن
الناشر
دار النفائس
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٦ هـ/ ١٩٩٦ م
مكان النشر
الأردن
تصانيف
الآيات، نحب أن نتعرف علي مناسبة وسبب نزول هذه الآيات، لأن معرفة مناسبة النزول تعين علي فهم صحيح للآية.
روي محمد بن إسحاق في السيرة أن مطلع سورة آل عمران نزل في قدوم وقد نصاري نجران علي رسول الله ﷺ في المدينة، وجدالهم معه بشأن عيسي بن مريم ﵊.
وقد كان الوفد مكونا من ستّين رجلا، وكان رؤساؤهم ثلاثة:
العاقب واسمه عبد المسيح، وهو أميرهم.
والسيد، واسمه الأيهم، وهو صاحب رحلهم ومجتمعهم.
وأبو حارثة بن علقمة، وهو أسقفهم وحبرهم وإمامهم.
وروي محمد بن إسحاق تفاصيل قصتهم مع رسول الله ﷺ، عن محمد بن جعفر بن الزبير بن العوام ﵃.
قال محمد بن جعفر بن الزبير:
لما قدم وفد نصاري نجران علي رسول الله ﷺ في المدينة، دخلوا عليه مسجده بعد أن صلّى العصر، عليهم ثياب جبب وأردية وبرود، وكانوا ذوي هيئة وجمال.
فلما رآهم بعض الصحابة قالوا: ما رأينا بعدهم وفدا مثلهم.
ولما حانت صلاتهم، قاموا يصلون صلاتهم النصرانية في المسجد النبوي، فقال ﵊: دعوهم يصلون فصلوا نحو المشرق!! فكلم رسول الله ﷺ رؤساؤهم الثلاثة العاقب والسيد وأبو حارثة.
وقالوا له: إن عيسي هو الله، وهو ابن الله، والله ثالث ثلاثة.
واحتجوا علي أن عيسي هو الله، بأنه كان يحيي الموتي، ويبرئ الأسقام، ويخبر بالغيوب، ويخلق من الطين كهيئة الطير، فينفخ فيه فيكون طيرا.
1 / 107