التفسير والتأويل في القرآن
الناشر
دار النفائس
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٦ هـ/ ١٩٩٦ م
مكان النشر
الأردن
تصانيف
سبب نزول الآية:
أورد الإمام ابن كثير في تفسيره بعض الروايات في سبب نزول هذه الآية، منها:
١ - ما أخرجه البخاري عن ابن عباس ﵄ قال: نزل قوله تعالى: أَطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ في عبد الله بن حذافة السّهمي، وإذ بعثه رسول الله ﷺ في سريّة.
٢ - وما أخرجه البخاري ومسلم وأحمد عن عليّ بن أبي طالب ﵁ قال: بعث رسول الله ﷺ سريّة، واستعمل عليهم رجلا من الأنصار، فلما خرجوا، وجد عليهم في شيء (أي: غضب منهم بسبب خلاف بينهم وبينه، فأراد أن يعاقبهم) فقال لهم: ألي قد أمركم رسول الله ﷺ أن تطيعوني؟
قالوا: بلي.
قال: فاجمعوا لي حطبا.
ثم دعا بنار فأضرمها فيه.
ثم قال لهم: عزمت عليكم لتدخلنها! فقال لهم شابّ منهم: إنما فررتم إلي رسول الله ﷺ من النار، فلا تعجلوا حتى تلقوا رسول الله ﷺ، فإن أمركم أن تدخلوها فادخلوها.
فرجعوا إلي رسول الله ﷺ، فأخبروه، فقال لهم: (لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا!! إنما الطاعة في المعروف) (١).
تدلّ هذه الحادثة علي معنى الردّ والتأويل وحدود الطاعة في الآية، الآية تأمر بطاعة الله ورسوله ووليّ الأمر، لكنّ طاعة وليّ الأمر مقيدة
_________
(١) انظر تفسير ابن كثير: ٢/ ٥٦٦ - ٥٦٧.
1 / 99