التفسير والتأويل في القرآن
الناشر
دار النفائس
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٦ هـ/ ١٩٩٦ م
مكان النشر
الأردن
تصانيف
وسكت بعضهم، فلم يقل شيئا.
فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟
فقلت: لا.
قال: فما تقول؟
قلت: هو أجل رسول الله ﷺ، أعلمه له، فقال له: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ والْفَتْحُ، وذلك علامة أجلك، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ واسْتَغْفِرْهُ، إِنَّهُ كانَ تَوَّابًا.
قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول» (١).
لقد أجري عمر بن الخطاب ﵁ امتحانا لابن عباس وبعض الصحابة، في فهمهم لسورة النصر، فالصحابة كانوا مفسّرين لها، لكنّ ابن عباس كان مؤوّلا لها.
أخبر ابن عباس ﵄ أن عمر كان يقدّمه، ويدخله مع أشياخ بدر، مع أنه شاب، وهؤلاء شيوخ، وتقديم عمر له لما لاحظه من فطنته وذكائه وبعد نظره ورجاحة عقله.
ولما لاحظ العباس اهتمام عمر بابنه عبد الله ﵃، أوصاه قائلا: يا بنيّ: إن عمر يدنيك، فلا تفشينّ له سرّا، ولا تغتابن عنده أحدا، ولا يسمع منك كذبا، ولا تبتدئه بشيء حتى يسألك عنه.
ولما رأي بعض أشياخ بدر إشراك عمر لابن عباس معهم، وجدوا ذلك في نفوسهم، فقال عبد الرحمن بن عوف ﵁ لعمر: لم تدخل هذا معنا، ولنا أبناء مثله؟
فأجابه عمر قائلا: إنه من قد علمتم.
(١) صحيح البخاري: ٦٥ كتاب التفسير: ٤ باب قوله فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ. حديث رقم: ٤٩٧٠.
1 / 185