167

تفسير العثيمين: يس

الناشر

دار الثريا للنشر

تصانيف

الوجه الثالث: يحتمل أنهم قالوا هذا اعتراضًا على القدر، كما يقوله الاشتراكيون والشيوعيون، أي: لماذا يجعل الله هذا فقيرًا، ولا يعطه، فكأنهم في جوابهم هذا يعترضون على الله، ويقولون: الذي يطعمهم، والمسؤول عنهم هو الله، وكان على الله أن يطعمهم، لكن لم يشأ ذلك، فيكون في هذا نوع من الاعتراض على القدر. فهذه ثلاثة أوجه: الأول: الاستهزاء. الثاني: الاحتجاج بالقدر. الثالث: الاعتراض على القدر. ثم قالوا: ﴿إِنْ أَنْتُمْ﴾ قال المؤلف: [أي: في قولكم لنا ذلك مع معتقدكم هذا ﴿إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٤٧)﴾ بين] يعني هؤلاء الكفار الذين أمروا أن ينفقوا على الفقراء، يقولون للذي أمرهم: أنت تعتقد أن الله لو شاء أطعمهم فيقول: نعم أعتقد ذلك، فيقولون: إذن كيف تأمرنا أن نطعمهم، والأمر بمشيئة الله ما أنت إلا في ضلال مبين وقوله: ﴿إِنْ أَنْتُمْ﴾ ﴿إِنْ﴾ هنا نافية، لوجود (إلا) بعدها، وإذا جاءت (إلا) بعد (إن) فهي دليل على (إن) نافية و(إن) ترد في اللغة العربية على أربعة أوجه هي: الأول: تأتي زائدة، ومثاله قول الشاعر: بني غدانة ما إن أنتم ذهب ... ولا صريف ولكن أنتم الخزف الثاني: تأتي شرطية، مثاله: ﴿إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ

1 / 168