67

تفسير العثيمين: ص

الناشر

دار الثريا للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

١٠ - ومن فوائدها: الاعتبار بالأغلب، وأن الكل قد يطلق على الأغلب، لأن قوم نوح لم يكذبوا كلهم، قال الله تعالى: ﴿وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ [هود: ٤٠] وكذلك عاد، قال الله تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا﴾ [هود: ٥٨] وكذلك لوط آمن معه مَنْ آمن مِنْ أهله، كما قال تعالى: ﴿فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الذاريات: ٣٥] كذلك فرعون لم يؤمن إلا حينما أدركه الغرق إيمانًا لا ينفعه، وكذلك صالح آمن معه من آمن، وعلى هذا فالله ﷿ قال: ﴿إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ﴾ إن كل، أي: من هؤلاء إلا كذب الرسل. ١١ - ومن فوائد الآية: أنه مَن كَذَّب رسولًا من الرسل فهو مكذب باعتبار الأغلب لجميع الرسل لقوله: ﴿إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ﴾ وقد ذكرنا في تفسيرها أنها محتملة أن تكون عائدة لكل فرد باعتبار الجمع أو باعتبار الأفراد، أي: هل هو من توزيع الجمل أو من توزيع الأفراد، وذكرنا أنه من الراجح أنها من توزيع الجمل على الأفراد، وذكرنا الدليل على ذلك. ١٢ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن تكذيب الرسل سبب للعقوبة لقوله: ﴿إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (١٤)﴾ والفاء هنا سببية وهي عاطفة تدل على الترتيب والتعقيب، ففيها سببية وتعقيب، وأن العقاب حل بهم، وهم ما زالوا على تكذيبهم. ١٣ - وقوله: ﴿فَحَقَّ عِقَابِ﴾ يؤخذ منه فائدة وهي شدة هذه العقوبة لأن الله أضافها إلى نفسه، وقد قال ﷾ عن

1 / 72